مزاد... كاب ديزاد
العفو عن صلصال … رسالة إنسانية وسياسية

م ر
لاقى قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون العفو عن بوعلام صلصال ترحيبا من قبل عديد الجهات ، و هو العفو الذي يبرز البعد الإنساني في ممارسة السلطة، ويكشف عن رؤية الرئيس تبون في جعل السياسة أداة للتقارب لا للصدام.
في خطوة لافتة، أصدر الرئيس السيد عبد المجيد تبون عفوا عن الكاتب بوعلام صلصال، الذي قضى سنة كاملة في السجن، استجابة لطلب رسمي من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، و لم يكن القرار مجرد إجراء قانوني، بل حمل في طياته رسالة إنسانية عميقة، وأعاد التأكيد على أن السياسة ليست فقط إدارة للمصالح، بل أيضا مساحة للتعبير عن القيم الإنسانية.
بوعلام صلصال تقدّم في السن وتدهورت حالته الصحية، وهو ما دفع الرئيس الألماني إلى التماس العفو عنه، حتى يتسنى له تلقي العلاج في ألمانيا، و تجاوب رئيس الجمهورية مع هذا الطلب يعكس إدراكه أن العدالة لا تنفصل عن الرحمة، وأن القانون يمكن أن يتسع ليحتوي البعد الإنساني.
القرار جاء بعد توترات دبلوماسية بين الجزائر وبعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، التي لم تنجح في الحصول على الإفراج عن صلصال، و استجابة الزعيم تبون لطلب ألمانيا أظهرت أن نهج الاحترام والهدوء هو ما يفتح أبواب الحلول، بعيدا عن سياسة “ليّ الذراع” التي لم تؤت ثمارها.
العفو لم يكن فقط لفتة شخصية، بل أيضا إشارة إلى أن الجزائر تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع شركائها الدوليين على أساس الاحترام المتبادل، و قبول طلب الرئيس الألماني يوضح أن الجزائر تثمّن العلاقات الودية، وتستجيب حين تكون المطالب مؤسسة على دوافع إنسانية صادقة.
هذه اللفتة أبرزت أن السلطة ليست قسوة مطلقة، بل يمكن أن تكون رحيمة حين تقتضي الظروف، و أن السياسة الخارجية الجزائرية توازن بين الحزم والانفتاح، وتستجيب حين تُبنى المطالب على أسس أخلاقية، و أن رئيسنا أراد أن يبعث برسالة داخلية وخارجية مفادها أن الجزائر قادرة على اتخاذ قرارات جريئة، دون أن تفقد إنسانيتها.
هو قرار سديد من رئيس حكيم ، هو رسالة للعالم أجمع أن الجزائر السيدة المنتصرة لا تخضع للابتزاز و المساومة ، و أن المصلحة العليا للوطن قبل كل شيء و أن السيادة الوطنية فوق كل اعتبار.
