وهران

حوار مع فيدرالية مؤسسات الطفولة بوهران – مشاريع مستقبلية لتأطير القطاع ورفع جودة الخدمات

جميلة. م

تعتبر فيدرالية مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة مكون أساسي في تنظيم وتأطير قطاع الطفولة المبكرة في الجزائر، من خلال دعم مؤسسات رياض الأطفال والحضانات، والسعي إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للأطفال في بيئة آمنة وتربوية محفزة.

 وفي إطار تسليط الضوء على واقع هذا القطاع بولاية وهران، أجرى موقع كاب ديزاد حوارا مع رئيسة مكتب وهران للفيدرالية، ” محمد رابحة ” ، حيث استعرضت فيه نشأة الفيدرالية، أهدافها محليا ووطنيا، أبرز الإنجازات، التحديات الحالية، والمشاريع المستقبلية التي تخطط لها لتحسين واقع الطفولة المبكرة في الولاية،

كاب ديزاد: في البداية، هل يمكنكم تعريفنا بفيدرالية مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة، ومتى تم تأسيس مكتب وهران؟

 محمد رابحة: فيدرالية مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة هي إطار وطني يجمع مؤسسات رياض الأطفال والحضانات، تأسست في فيفري 2020 عقب صدور المرسوم التنفيذي رقم 19/253، تحت لواء اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين. تهدف الفيدرالية إلى تنظيم القطاع، الدفاع عن مصالح مؤسساته، المساهمة في تطوير التربية المبكرة، وضمان جودة الخدمات المقدمة للأطفال في بيئة آمنة ومحفزة.

كاب ديزاد: ما هي الأهداف الأساسية للفدرالية على المستوى المحلي والوطني؟

محمد رابحة: على المستوى المحلي، تسعى الفيدرالية إلى تنظيم وتنسيق عمل مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة داخل الولايات، من خلال خلق فضاءات للتواصل بين المؤسسات وتوفير إطار تشاركي بينها.

كما تعمل على دعم المربيات وتوفير برامج تدريبية بهدف رفع مستوى الكفاءة المهنية، إلى جانب تحسين جودة الخدمات التربوية والرعائية المقدمة للأطفال.

 وتولي الفيدرالية اهتماما كبيرا لتعزيز التواصل بين المؤسسات وأولياء الأمور لضمان التكامل التربوي، إضافة إلى معالجة التحديات والصعوبات التي تواجه المؤسسات في الميدان.

 أما على المستوى الوطني، فإن الفيدرالية تهدف إلى المساهمة في وضع سياسات وطنية من شأنها النهوض بقطاع التربية المبكرة، كما تسعى للدفاع عن مصالح مؤسسات استقبال الطفولة أمام الجهات الرسمية، والعمل على تطبيق التشريعات المنظمة للقطاع مع اقتراح تعديلات أو تحسينات عند الضرورة. كما تهدف إلى نشر ثقافة التربية المبكرة وأهميتها عبر حملات توعوية وطنية، إلى جانب إنشاء شبكات تعاون وشراكات مع هيئات وطنية ودولية متخصصة في الطفولة.

كاب ديزاد:  و كم يبلغ عدد مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة في ولاية وهران حاليا؟

 محمد رابحة: في سنة 2020، كان عدد المؤسسات المعتمدة في ولاية وهران حوالي 570 مؤسسة. اما في سنة 2024، فقد ارتفع هذا العدد ليصل إلى 720 مؤسسة، مع احتساب المؤسسات التي تم إقصاؤها جراء تطبيق دفتر الشروط الجديد.

كاب ديزاد: هل لديكم معطيات حول عدد الأطفال المستفيدين من هذه الخدمات؟ وهل هناك تغطية كافية للطلب؟

 محمد رابحة: الحقيقة أنه لا توجد معطيات دقيقة حول عدد الأطفال المستفيدين، وذلك بسبب عدم كفاية التغطية في بعض المناطق من الولاية، ما يعكس وجود خلل في التوزيع الجغرافي وتغطية الطلب.

كاب ديزاد: ما نسبة المؤسسات المنخرطة فعليا في الفيدرالية من إجمالي عدد المؤسسات بوهران؟

 محمد رابحة: حتى الآن، بلغ عدد المؤسسات المنخرطة في الفيدرالية 260 مؤسسة، وهو رقم يعكس نسبة لا بأس بها، لكنه يبقى بعيدا عن العدد الإجمالي للمؤسسات المعتمدة في الولاية.

كاب ديزاد: هل هناك تغطية كافية للطلب؟

محمد رابحة: لا، لا توجد تغطية كافية للطلب، والدليل على ذلك انه رغم وجود عدد معتبر من الروضات المعتمدة، إلا أن المجال يعرف نشاط مؤسسات أخرى خارج الإطار القانوني، كالجمعيات والأكاديميات، وحتى بعض السيدات اللواتي يقدمن هذه الخدمة في منازلهن دون أدنى احترام للشروط المطلوبة.

كاب ديزاد: ما أبرز الإنجازات التي حققتها الفيدرالية خلال السنوات الأخيرة في وهران؟

 محمد رابحة: من أبرز ما قامت به الفيدرالية على مستوى ولاية وهران هو تنظيم ملتقيات للتعريف بها وبأهدافها، والمساهمة الفعالة في حملات تحسيسية حول أهمية التعليم ما قبل المدرسي. كما قامت بتقديم مقترحات عملية للجهات الوصية تهدف إلى تحسين الإطار القانوني الذي ينظم هذا القطاع الحيوي.

كاب ديزاد: هل من مبادرات أو شراكات مميزة تم إطلاقها بالتعاون مع السلطات المحلية أو جمعيات أخرى؟

محمد رابحة: نعم، قامت الفيدرالية بعقد عدة شراكات نوعية مع مختلف الأطراف، منها شراكات مع مديرية النشاط الاجتماعي، بالإضافة إلى جمعيات تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة.

كما نظمت الفيدرالية أياما مفتوحة لتعريف المجتمع المحلي بدور مؤسسات استقبال الطفولة. أبرمت أيضا اتفاقيات شراكة مع مؤسسات خاصة لفائدة هذه المؤسسات مثل حديقة التسلية، كول بارك، نادي الخيول، وغيرها من الفضاءات الترفيهية والتعليمية.

كما شملت الشراكات الجانب المهني والبيداغوجي من خلال التعاون مع مؤسسات مثل “تيكنو” ومكتبة “أماس”.

ولم تغفل الفيدرالية عن الجانب الصحي، حيث أبرمت اتفاقيات مع قطاع الصحة، إضافة إلى اتفاقيات مع مؤسسات تأمين لتوفير الحماية الاجتماعية.

كاب ديزاد: ما هي المشاريع التي تعتبرونها ناجحة وذات أثر واضح على القطاع؟

محمد رابحة: من المشاريع الناجحة التي كان لها أثر ملموس على القطاع، يمكن الإشارة إلى جهود الفيدرالية في تكوين المربيات على أحدث البيداغوجيات المعتمدة عالميا، وكذلك مشاركتها في إعداد دليل تربوي موحد يمكن الاعتماد عليه في مختلف المؤسسات.

كاب ديزاد: كيف تقيمون وضع مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة حاليا في ولاية وهران؟

 محمد رابحة: واقع مؤسسات الطفولة الصغيرة في ولاية وهران يمكن اعتباره صعبا ومعقدا مقارنة. إذ تعاني هذه المؤسسات من غياب قوانين واضحة تحميها وتؤطر نشاطها، ولا تحظى بنفس الامتيازات التي تتمتع بها المدارس الخاصة. كما أن النشاط غير إلزامي ويعتمد أساسا على حاجة الولي، مما يجعله هشا وغير مستقر. علاوة على ذلك، هذه المؤسسات لا تشتغل على مدار السنة، لكنها مطالبة بتسديد الضرائب والأجور كما هو الحال في باقي الأنشطة الاقتصادية. ومن بين المشاكل البارزة أيضا، نقص اليد العاملة المؤهلة. كما يعاني هذا القطاع من ظاهرة عزوف المربيات عن الخضوع للتأمين، بسبب رغبتهن في الحفاظ على منحة البطالة.

كاب ديزاد: ما التحديات الرئيسية التي تواجه الفدرالية في أداء مهامها؟

 محمد رابحة: تواجه الفيدرالية عدة تحديات تؤثر بشكل مباشر على قدرتها في تأدية مهامها، يأتي في مقدمتها غياب إطار قانوني واضح يحمي النشاط، وهو ما يجعل المؤسسات في وضع هش وغير مضمون.

كما تعاني من منافسة غير منظمة، خصوصًا في ما يتعلق بالقسم التحضيري الذي أصبح يُسند لمؤسسات خارج الإطار الرسمي المعتمد. لذلك تطالب الفيدرالية باسترجاع حقها في الإشراف على هذا القسم باعتبارها الجهة المتخصصة في التربية المبكرة. وتؤكد الفيدرالية كذلك على ضرورة عدم إقصاء المؤسسات القديمة عند تطبيق المرسوم التنفيذي 19/253، حيث ترى أن هذه المؤسسات تملك خبرة طويلة ومكانة معتبرة يجب الاستفادة منها بدل تهميشها. ومن بين المطالب الاساسية الاخرى، الحفاظ على الاعتماد غير منتهي الصلاحية، خصوصا بالنسبة للمؤسسات التي تعمل في مقرات خاصة. كما يمثل عبء الضرائب والأجور احد ابرز العراقيل، الى جانب نقص اليد العاملة المؤهلة، واستمرار عزوف المربيات عن التأمين تفاديا لفقدان منحة البطالة.

كاب ديزاد: ما هي المشاريع أو الأهداف المستقبلية التي تعمل عليها الفيدرالية لتطوير القطاع في وهران؟

 محمد رابحة: من بين المشاريع المستقبلية التي تسعى الفيدرالية لتحقيقها، هناك إطلاق برامج تكوين معتمدة لفائدة المربيات والمديرات، مما سيساهم في رفع المستوى المهني داخل المؤسسات.

 كما تعمل على تأسيس مراكز موارد تربوية لتكون مرجعا موحدا وداعما في العمل اليومي للمربين. وتطمح الفيدرالية أيضا إلى تنظيم ملتقيات دورية تجمع مختلف الفاعلين والخبراء في المجال من أجل تبادل الخبرات واقتراح الحلول. وتخطط كذلك لتوسيع نطاق نشاطها عبر إنشاء فروع محلية في مختلف دوائر الولاية وتعيين منسقين ميدانيين لتغطية كل المناطق وضمان مواكبة ميدانية دائمة.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق