الابتكار البيداغوجي: وهران تحتضن الطبعة الثانية لمنتدى “الألعاب الجادة والمهارات الناعمة”

مريم ب

في وهران، يعود النقاش حول الابتكار التربوي إلى الواجهة من جديد. تنظم مؤسسة Jurex Itek، تحت رعاية وزيرة التكوين والتعليم المهنيين، الطبعة الثانية من منتدى الابتكار البيداغوجي، الذي أصبح موعداً مرتقباً لدى الفاعلين في مجال التكوين. وقد افتُتح الحدث اليوم السبت بالمدرسة العليا للفندقة والإطعام بوهران (ESHRA)، على أن تتواصل أشغالُه يومي 16 و17 نوفمبر بمقر Jurex Itek.

وتسلّط طبعة 2025 الضوء على تحدٍّ أصبح محورياً: تطوير المهارات الناعمة لدى الشباب، خصوصاً المشاركين في أولمبياد المهن. وتعتمد المقاربة المتبعة على استخدام الألعاب الجادة كأداة للتعلّم، والمحاكاة، وبناء الكفاءات العرضانية.

وشهد يوم الافتتاح حضور مكوّنين ومؤسسات وخبراء تربويين وممثلين عن هيئات مختصة. وتضمّن البرنامج محاضرات عامة، وندوات موضوعاتية، وعرضاً شاملاً للآلية البيداغوجية المعتمدة. وقد أتاح النقاش وضع الأسس التنظيمية لثلاثة أيام من العمل، مع إبراز الدور المتنامي للرقمنة، والتجريب، والبيئات الغامرة في تطوير أساليب التكوين الحديثة.

وفي كلمة الافتتاح، شددت السيدة أميرة حمداد، مؤسسة JUREX ITEK وخبيرة في هندسة التكوين والمقاربة بالكفاءات والبيداغوجيا والأندراغوجيا المبتكرة، ومصممة ألعاب جادة، على أهمية هذا التوجّه قائلة:

« طموحنا هو جعل الألعاب الجادة رافعة هيكلية لتطوير مهارات حقيقية وملموسة وقابلة للنقل. التعلّم عبر اللعب ليس ترفاً ولا أداة جانبية، بل هو محفّز قوي للدافعية والانخراط وتحسين الأداء. نريد أن نزوّد الشباب بأدوات حديثة تُعدّهم بفعالية لمتطلبات المهن ولمعالجة تعقيدات العالم المهني. »

وخلال يومي 16 و17 نوفمبر، سيدخل المشاركون في صلب الموضوع عبر سلسلة من الورشات الغامرة: التفكير التصميمي (Design Thinking)، النمذجة الأولية، الورشات التعاونية، المحاكاة المهنية، والتجارب التطبيقية مع متسابقي أولمبياد المهن. والهدف هو تعزيز قدراتهم السلوكية — التواصل، حل المشكلات، الإبداع، القيادة — وهي مهارات أصبحت أساسية في مختلف المهن اليوم.

وتؤكد الجهة المنظمة: « الإسهام في تعزيز المهارات الناعمة لدى الشباب هو استثمار مباشر في نجاحهم المهني على المدى الطويل »، مشددة على ضرورة اعتماد أساليب تعلم أكثر تفاعلية وجاذبية تواكب تطلعات سوق العمل.

ومن خلال جمع الخبراء والمؤسسات والمواهب الشابة، يطمح هذا المنتدى إلى أن يكون فضاءً جهوياً للتفكير المشترك، والإبداع التعاوني، ونشر الممارسات التربوية المبتكرة. وهي ديناميكية تتعزز سنوياً في وهران، وتؤكد الاهتمام المتزايد بالبحث عن أساليب جديدة للتعلم والتكوين.