حروب “نشر الغسيل” بين منتخبين بمناسبة عرض الميزانية الأولية

ح. نصيرة

بدأت حروب “نشر الغسيل” بين منتخبين محليين في ولاية وهران تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، مستهدفة مجددًا استقرار المجالس الشعبية المحلية، تزامنًا مع انعقاد دوراتها العادية وعرض مشروع الميزانية الأولية لسنة 2026 للمناقشة والمداولة.

ويشتد هذا التناحر مع هذه الفترة من السنة، حيث تُخرَج ملفات بقيت مدسوسة تحت الطاولة لأشهر أو لسنوات منذ بداية العهدة المحلية، لتُستعمل اليوم كورقة ضغط، عبر تبادل الاتهامات والانتقادات في التسيير على صفحات تفتقر للموضوعية وللصالح العام. وتُرمى المسؤوليات بين منتخبين ومسؤولين محليين، بينما يلجأ البعض إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط لجذب المشاهدات، بل لإرسال رسائل مبطنة تحت شعار: “فهم روحك”.

ويستمر هذا “اللعب” المفتعل إلى اليوم، رغم التحذيرات التي وجهها الوالي السابق لوهران عندما كشف أن أسباب انسداد بعض المجالس وتجميدها تعود أساسًا إلى مشاكل وخلافات داخلية بين المنتخبين، وأخرى بينهم وبين رؤساء البلديات. وقد حذر حينها من الصراعات التي تُدار على حساب التنمية المحلية.

وتعود معارك “داحس والغبراء” بين المنتخبين إلى الواجهة مع كل دورة لعرض الميزانية الأولية، كما حدث في بداية العهدة خلال الصراع على الحقائب والمناصب. فسرعان ما تشكلت أجنحة معارضة، ولعب بعض المنتخبين دور المعارض السياسي بقبعات خارج انتماءاتهم الحزبية، في مشهد يعكس حالة من التجوال السياسي غير المسبوق، بعدما كان هذا السلوك يرتفع عادةً مع اقتراب نهايات العهدات والانتخابات.

وها هي العهدة الحالية، في سنتها الأخيرة، توشك على ترك حصيلة يوصفها البعض بالمؤسفة، وآخرون بالأسوأ، نتيجة الخلافات الداخلية وهيمنة الحسابات الشخصية على المصلحة العامة.

وفي ظل هذا المشهد، تموقعت حروب “نشر الغسيل” بين المنتخبين هذه الأيام في صفحات ” مسيَّرة. “