وطني
المغرب يسقط مجددا في عزلته السياسية ويفشل في استفزاز الجزائر

ح.نصيرة
رمى المغرب مجددا نفسه في مستنقع عكر بينما حاول في ملعب فارغ لفت الانتباه دوليا في تنظيم حدث غير مفوّض من الاتحاد الإفريقي،
في الرباط “المؤتمر الأول للضحايا الأفارقة للإرهاب”، برئاسة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إلى جانب مسؤول أممي بالنيابة.
ولم تكن صدفة من دون شك لما اعتزم المغرب المناورة وحلق خارج السرب، بتنظيم حدثه الذي عانى من العزلة السياسية والدبلوماسية تماما بينما كان في توقيت حاول من خلاله استفزاز الجزائر المستضيفة للمؤتمر الدولي حول جرائم الاستعمار في إفريقيا 30 نوفمبر و1 ديسمبر 2025 والدورة الثانية عشرة لندوة وهران حول السلم والأمن في إفريقيا في 1/2ديسمبر 2025, والبارز في الحدثين الهامين للجزائر أنهما اكتسيا قوام الشرعية بدليل قبل الحضور القاري رفيع المستوى، يتقدمه لأول مرة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، علاوة على القفزةالنوعية في مستوى المشاركة، إذ تمثلت لأول مرة منذ إنشاء مسار وهران في حضور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، و الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام” جون بيار لاكروا “, و نائب الأمين العام للأمم المتحدة وممثل المنظمة لدى الاتحاد الإفريقي .
وإن حمل الحدثين القاريين للجزائر، من دلالة فهو يحمل اعتراف مباشر من أعلى قمة تنفيذية للاتحاد الإفريقي بالأثر الذي يكون دائما لندوة وهران والتي عودتنا بهندسة قرارات السلم والأمن القارية المعززة لتوحيد الصوت الإفريقي لاجل الدفاع عن قضايا القارة، مما يبرز كذلك مكانة الجزائر كفاعل رئيسي داخل أجهزة الاتحاد، الذي انخرطت في عضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي (2024–2026).
وفرغ المؤتمر المغربي حول الإرهاب المنعقد خارج التفويض القاري، بل وقبر نفسه في مرمى المناورة التي أراد أن يديرها فكان جليا بقائه معزولا أمام
الحضور المحدود من دول غير معترف بحكوماتها
و التمثيل الأممي “بالنيابة”، فانتهى بعزلة تامة، ليجد نفسه مجتمِعاً مع حكومات انقلابية غير معترف بها حيث اقتصر الحضور على وزراء من دول تعيش ويلاتها الانقلابية يخضع حكامها لعقوبات صادرة عن الاتحاد الإفريقي، وهي مالي، بوركينا فاسو، غينيا الاستوائية.
وسقط المغرب مجددا في مستنقعه النتن، لاشتغاله خارج الشرعية مكتفيا بمشاركة Alexandre Zouev الأمين العام المساعد بالنيابة في مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب” (par intérim).
وأسدلت أمس الجزائر الستار عن اعمال مسار وهران ، والذي أصبح قمة يحسب لها حسابات هامة بفضل الالتئام لتوحيد الصف الافريقي، وبلا منازع اشتغالها بشرعية مؤسساتية ذات قبل دولي بدليل حجم المشاركين وثقلهم في الساحة في مشاهد كانت بارزة قاريا ودوليا.



