مزاد... كاب ديزاد
ذاكرة لا تزوّر و أمجاد لا تمحى … التاريخ الجزائري شاهد لا يموت

م ر
في زمن تتكاثر فيه الأصوات المشوّشة، وتتعالى محاولات تزوير الحقائق، يبقى التاريخ الوطني صخرة صلبة تتكسر عليها كل المغالطات.
إن ما كتبته مجلة الجيش في افتتاحيتها الأخيرة ليس مجرد شعار، بل هو موقف مبدئي يذكّرنا بأن ذاكرة الشعوب ليست سلعة قابلة للتلاعب، بل هي هوية راسخة ومرجعية لا يمكن محوها أو تحريفها.
لقد أثبتت التجربة أن كل محاولة لتزييف مسار الثورة الجزائرية أو التشكيك في تضحيات الشهداء، سرعان ما تنكشف أمام قوة الحقائق الموثقة وشهادة الأجيال، فالتاريخ ليس رواية عابرة، بل هو سجل دماء وأحلام، صنعه رجال ونساء آمنوا بأن الحرية تستحق أن تفتدى بالأرواح، ومن هنا، فإن أي مغالطة أو خطاب مشبوه لا يعدو أن يكون ضجيجا عابرا أمام عظمة الحقيقة.
إن الدفاع عن التاريخ ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو معركة مستمرة ضد النسيان وضد محاولات الهيمنة الثقافية والفكرية، فالأمم التي لا تحمي ذاكرتها، تُفتح أبوابها أمام التلاعب والاختراق، لذلك، فإن التمسك بالذاكرة الوطنية، وتحصينها بالبحث الأكاديمي، والتوثيق الإعلامي، هو السبيل لضمان أن تبقى الأجيال القادمة مرتبطة بجذورها، مدركة لتضحيات أسلافها، ومحصنة ضد أي خطاب مشوه. إن عبارة “تاريخنا أسمى من مغالطاتهم” تختصر فلسفة كاملة، هي فلسفة الإيمان بأن الحقيقة التاريخية لا تقاس بمدى انتشار الأكاذيب، بل بقدرتها على الصمود أمام الزمن، فالتاريخ الجزائري، بما يحمله من ملاحم وبطولات، سيظل أسمى من كل محاولات التشويه، وأكبر من كل خطاب يائس يسعى لتقزيمه.
تاريخ الجزائر الأبية يحمي نفسه من الأكاذيب و المغالطات ، لأن الذاكرة الوطنية و الثورة الجزائرية ذاكرة لا تزوّر و أمجاد لا تمحى و هوية لا تقهر ، و التاريخ الجزائري شاهد لا يموت ، فذاكرة الثورة حصن ضدّ الأكاذيب والهوية الوطنية تتحدى حملات التشويه ، و ذاكرة الشهداء أسمى من كل مغالطة و تاريخ جزائر المليون و نصف المليون شهيد يكتب نفسه بدماء الأحرار ، هو تاريخ لا يزوّر و هو هوية راسخة و حقيقة أقوى من التضليل و شاهد خالد على عظمة الجزائر.
