وطني

جيشنا …دليل للحمة الوطنية واستكمال مسار بناء الجزائر

يحمل اليوم الوطني للجيش، الكثير من الدلالات، أهمها تعزيز اللحمة الوطنية واستكمال مسار بناء الجزائر الجديدة القوية بشعبها الأبي وجيشها العتيد الذي يلتزم، وفقا لمهامه الدستورية، بالدفاع عن وحدتها الترابية في كل الظروف، على وقع راهن يحاول فيه أعداء الجزائر حرمان شعبنا من جهود قواته المسلحة ومساهمتها، إلى جانب المؤسسات الأخرى، في بناء الدولة الجزائرية المستقلة والسيّدة وتطويرها في مختلف المجالات، حتى تبقى الجزائر دائما وأبداً موحدة، آمنة ومزدهرة.

إنّ الاحتفال باليوم الوطني للجيش فرصة متجددة لتخليد تضحيات أبطال الجزائر العظماء، وللتأكيد أنّ أبناء الجزائر الشرفاء والمخلصين من أفراد وإطارات الجيش الوطني الشعبي مستعدون لبذل أكبر التضحيات في سبيل أمن واستقرار الوطن وهم على استعداد دائم للإسهام في تطوره وازدهاره، فشعلة الولاء للوطن وفدائه بالنفس والتضحية من أجله تبقى إلى الأبد مشتعلة تتحدى الزمن لتنير دروب الأجيال المتلاحقة.

وسيبقى الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، على الدوام، الخادم الوفيّ للجزائر وشعبها، الحامي لسيادتها الوطنية، الحافظ لوحدتها وتماسكها، وفاءً منه لرسالة الشهداء الأبرار والتزاماً بمهامه الدستورية.

عنوان الوحدة الوطنية

ظلّ الجيش الوطني الشعبي دائماً عنواناً للوحدة الوطنية ولعب دوراً مشهوداً في التنمية الوطنية وسيواصل مهامه الدستورية، وتعزّزت هذه المهام الدستورية في دستور نوفمبر 2020، الذي إلى جانب تكريسه للأدوار المنوطة بالجيش الوطني الشعبي، فإنّه مكّن من خلال المادتين الـ 31 والـ 91 من مشاركة الجيش في بعثات حفظ السلام بإشراف الأمم المتحدة للتصدي مسبقا إلى أي تهديد خاصة في المنطقة وترقية وحماية المصالح الاستراتيجية للبلاد.

وأكد هذا التعديل الدستوري أنّ الخيارات الاستراتيجية للجزائر لا رجعة فيها وأن المبادئ العقائدية لسياستها الخارجية وتلك الخاصة بالدفاع الوطني ثابتة ولا تتغير، كما أبرز ضرورة تكيف الجيش الوطني الشعبي والبلاد مع المعطيات الجيوسياسية الجديدة التي تملي كخيار لا مناص منه، المشاركة في الأمن الجماعي للدفاع على المصالح الجيو-استراتيجية للجزائر.

وتنص المادة الـ 31 من الدستور أنه “يمكن للجزائر، في إطار احترام مبادئ وأهداف الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، أن تشارك في حفظ السلام”، وبحسب المادة الـ 91، فإنّ رئيس الجمهورية “يقرر إرسال وحدات من الجيش الوطني الشعبي إلى خارج الوطن بعد مصادقة البرلمان بأغلبية ثلثي أعضاء كل غرفة من غرفتي البرلمان”.

وينفرد الجيش الوطني الشعبي عن بقية جيوش العالم بكونه لم يتأسس بمرسوم، وهذا من بين العوامل التي تفسر الدلالات العميقة للبعد الوطني والامتداد الشعبي لسليل جيش التحرير الوطني الذي ولد من رحم معاناة شعب تكبد الويلات وقرر تفجير واحدة من بين أعظم الثورات في القرن العشرين.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق