حنان حمودة
طالبت أمس 4 عائلات تم طردها من مسكنها الذي قطنت به منذ 1962 من والي الولاية ميلود شريفي انتشالها من الغبن و المعاناة اللذين تعيش فيهما منذ تلقيهما قرار الطرد في سبتمبر الفارط من العام الجاري.
تعيش عائلات “مباركي” حياة ضنكة منذ 18 سبتمبر 2018 في الشارع تحت حماية قطعة قماش و بعض الالواح و البلاستيك اثر صدور قرار الطرد في المسكن الذي كانت تقطن به منذ الاستقلال 1962 و الذي تحوز الجريدة نسخا من شهادات السكن بمستودع للزيوت 6 فوبورغ باستي ،7 الشارع الرئيسي بواط او شارع العربي بن طلحة بوهران أين أضحت هذه العائلات تعيش في العراء بين ليلة و ضحاها بسبب القرار الذي طال البناء العقاري الذي كان متنازعا عليه منذ سنوات و الذي فض فيه النزاع بإحالة 4 عائلات الى الشارع في عز تغير الاحوال الجوية و بداية فصل الشتاء الذي استبق بأهواله الأيام و عبث بالقطعة القماشية التي تستر هاته العائلات . و في تصريح للسيدة “م.أ” ان الحوش الذي كان يضم العائلات الأربع منذ الاستقلال بلغت شساعته 2 هكتار ـ و في عام 2004 استخرجت مؤسسة نفطال الوثائق التي تثبت ملكيتها للقطعة الأرضية و لكن لم يتم طرد العائلات الا في شهر سبتمبر المنصرم و تم اصدار محضر الطرد بالتاريخ المذكور أعلاه ، لينفذ القرار بشكل مجحف حسب شهادات العائلات التي أكدت أنه لم يتم التفكير فيهم أو الى أين سيقضون لياليهم الشتوية الباردة خاصة هذه الأيام ، وهو ما خلف استياء عميقا لدى هؤلاء، فيما كشف السكان أن الحياة في الشارع اشبه بالحياة في الجحيم بالأخص أن المنطقة معروفة بالمتسكعين و المنحرفين الذين يرتادون شارعا قريبا من محل سكن العائلات و لا يتوقفون عن السب و الشتم و التلفظ بألفاظ نابية فيما بينهم ، و خرق كل قواعد العرف و الأخلاق المعروفة لدى المجتمع ، في حين أن هذه الاسر لديها اطفال يمكنها الاقتداء بهم فضلا عن كونها تتضرر منهم ، غير انهم لا يستطيعون شيئا ازاء الوضع ، كون الشارع هو ملك للجميع و لا يستطيع تحريك ساكن لإبعادهم . هذا و أصبح أفراد العائلات الأربعة ينامون على وقع الخوف كونهم عرضة لأي اعتداء . على صعيد موازي أصيب معظم القاطنة بأمراض ناجمة عن الرطوبة العالية والظروف اللاإنسانية التي أضحوا يقاسونها في الخيمة التي تحاصرها المياه القذرة من كل حدب وصوب ضف إلى ذلك الجرذان الضخمة التي أصبحت تقاسمهم المكان و القطط و الكلاب الضالة ، ويقول المنكوبون انهم يعيشون حياة تشبه الادغال كونه لا يوجد مكان لقضاء حاجاتهم البيولوجية ،و لا تحترم شاحنات النظافة وجودهم حين تأتي فجرا لأخذ النفايات و تقوم بإضاعة الكثير من الوقت أمام مسكنهم وسط روائح و نفايات لا تطاق . هذا و أكدوا انهم حاولوا الوصول لوالي الولاية و السلطات المحلية بقضيتهم الا أنه لم يتم تمكينهم من ذلك لعراقيل ما عدا الشكاوى المودعة في الدائرة و الولاية ، لتطالب العائلات في الأخير بمقابلة والي الولاية شخصيا لبث له همومها و قضيتها محل النقاش. و في حديث مع الطفلة سهام التي قالت ببراءة “: لدي امتحان مصيري و هو السانكيام و كنت متفوقة جدا الى حين قيامهم بطردنا …تراجعت كثيرا و أقول للوالي ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء “



