دولي
“ثورة الجوع” تقرع أبواب المخزن

تخشى العائلات المغربية من شبح الفقر الذي أصبح يدق أبوابهم، بفعل الارتفاع الجنوني للأسعار.
حيث أكد متابعون للشأن المغربي، أن المغرب أصبح على فوهة بركان، في ظل الفوضى التي يعيشها والضغط الذي يمارسه منتسبو مختلف القطاعات، واستمرار احتجاجاتهم اليومية، في ظل تعنت الحكومة ورفضها الجلوس حول طاولة الحوار. في الوقت الذي تعاني عديد الأسر من اقترابها من حافة الفقر، بسبب التضييقات والتوقيفات التي يتعرض لها أفراها، والذين غالبا من يكونون المؤمنين لها حاجاتها الأساسية. ووفقا للتقرير، فإن 82.5% من الأسر أبلغت عن تدهور مستوى المعيشة خلال السنة الماضية, في حين بلغت نسبة الأسر التي استخدمت مدخراتها أو لجأت إلى الاقتراض 42.3% ، متوقعا أن يستمر هذا الاتجاه السلبي، حيث تتوقع 56.9% من الأسر استمرار تدهور مستوى المعيشة خلال الفترة القادمة. وفيما يتعلق بالبطالة، فقد توقعت 83.6% من الأسر ارتفاع معدلاتها خلال الأشهر القادمة، مما يعكس القلق الشديد بشأن الاستقرار المالي والاقتصادي في المملكة. إلى جانب ذلك، فإن الأرقام تظهر استمرار تراجع الثقة في الوضع المالي للأسر، حيث صرحت 80.7% منها بعدم قدرتها على الادخار و 90.7% بتزايد أسعار المواد الغذائية، فيما يؤكد التقرير على استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه الأسر المغربية. ووفقا لذات التقرير، صرحت 96.9% من الأسر المشاركة في البحث في الربع الأول من العام الجاري بكون تلك السلع الغذائية سجلت ارتفاعا في ال12 شهرا الماضية، وهو هاجس يشغل الأسر كذلك في ال12 شهرا المقبلة، اذ تترقب 76.3% من الأسر ارتفاعها. وتتزايد المخاوف من توجه الحكومة في العام الحالي إلى تقليص نفقات الدعم، حيث سيشرع في الزيادة في سعر قنينة الغاز بحوالي 1 دولار (12ر10 درهم)، وهي زيادة يرتقب أن تطبق كذلك في الأعوام المقبلة. ويلاحظ البنك الدولي في تقريره بعنوان “من القدرة على الصمود إلى الرخاء المشترك” الصادر العام الماضي، أن الإحصائيات الإجمالية تخفي حقيقة أن تضخم أسعار الغذاء في المغرب “يؤثر بشكل غير متناسب على الفقراء والفئات الأكثر احتياج. ومن جهته، أكد الكاتب الأمين العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، “الحسين اليماني”، أن الزيادات التي شهدتها مادة السولار منذ تحرير أسعارها نهاية 2015، بما يؤثر على تكاليف نقل المسافرين والسلع والآثار السلبية على القدرة الشرائية للأسر المغربية، مشيرا إلى أن المغرب يعيش وضعا صعبا جاء توالي سنوات الجفاف، وسط مخاطر تحدق بالقطاع الفلاحي الزراعي الذي يمثل عصب الانتاج.
يذكر أن الاحتجاجات تتواصل في كل القطاعات، في الوقت الذي يواصل المخزن الهروب نحو الأمام.
كاب ديزاد