وهران
طلبة طب رسبوا فطردوا لتخصـصات أخرى ومحظوظون أعيد تسجيلهم رغم الرسوب
المنظمات الطلابية تفجر فضيحة من العيار الثقيل بكلية الطب في وهران تعيش كلية الطب بجامعة احمد بن بلة 1 بوهران ، هذه الأيام على وقع فضيحة مدوية جديدة تضاف إلى مسلسل الفضائح السابق التي أطاحت بالعديد من المسؤولين قبل سنوات ،وتسربت حيثيات “السيناريو الجديد ” من خلال محضر اجتماع يحوز “موقع كاب واست بالعربي ” على نسخة منه جمع نيابة المديرية المكلفة بالتكوين العالي في التدرج ،والتكوين المتواصل والشهادات الذي يشرف عليها الأستاذ بحري احمد ،وبين منظمة “تجمع الطلبة الجزائريين الأحرار “التي يرأسها الطالب لقمان معمري ، يوم 17 أكتوبر الماضي ، ويتمحور حول استفادة طلبة من كلية الطب رسبوا في العام الأول للدراسة في هذا التخصص “الثمين ” من إعادة تسجيلهم لمواصلة المشوار الطبي ،رغم رسوبهم ،بينما تم “طرد ” راسبين الآخرين “غير محظوظين” لتخصصات أخرى غير الطب نهائيا . وجد العشرات من الطلبة الذين درس أغلبهم من 3 إلى 4 سنوات وحتى 6 سنوات في تخصص الطب ،وجدوا أنفسهم في تخصص البيولوجيا، وعلم السموم وغيرها من العلوم التي لم يحلموا بها قط ؟ بعد أن تذرعت إدارة الكلية بعدم وجود مقاعد بيداغوجية لمواصلة الدراسة ؟ ،وذلك بعد ان “ابتدعت ” إدارة كلية الطب في وهران هذا الإجراء المتمثل في إعادة توجيه (طرد ) من تخصص الطب للطلبة الذين يعيدون السنة ! بداعي الاكتظاظ الرهيب وعدم وجود مقاعد تكفي الجميع لمواصلة الدراسة في مشوار الطب ،وكشف الطلبة ومنظمتهم باستغراب شديد انه يتم إعادة توجيه الراسبين حتى ولو درسوا 6 سنوات كاملة في الطب إلى تخصصات أخرى بمجرد إعادتهم للعام ؟ ،ولم يصدقوا الأمر في البداية لكنهم أصيبوا بالذهول بعد أن تم توجيههم إلى تخصصات أخرى بداعي رسوبهم رغم أن الإجراء المذكور لا محل له من الإعراب في سجل القوانين السارية المفعول المنظمة للتمدرس في مؤسسات التعليم العالي الجزائرية ،ويعد مخالفة صريحة للقانون والتنظيم المعمول به ،بينما أعيد “المحظوظين” رغم ظهور أسمائهم في قوائم الراسبين إلى أحظان كلية الطب ليواصلوا المشوار ،ولم ينجوا من هذه البدعة ” طلبة الصيدلة وجراحة الأسنان كذلك ،إذ تم إعادة توجيه (طرد ) طلبة راسبين من هذه التخصصات نحو تخصصات أخرى ،بنفس الحجة وهو السيناريو غير المسبوق في تاريخ الجامعة الجزائرية، أين يسجل الطالب نفسه في الطب أو الصيدلة أو جراحة الأسنان بعد نيله للباكالوريا بامتياز ، ليجد نفسه في علم آخر بعد مشوار سنوات بسبب تعثر في عام واحد وذكرت مصادر مطلعة أن الإدارة اضطرت لهذا الإجراء غير المسبوق بفعل تأخر تسليم كلية الطب الجديدة بحي الصباح ،ومن جهتها تعهدت نيابة المديرية المكلفة بالتكوين العالي في التدرج ،والتكوين المتواصل والشهادات بفتح تحقيق في القضية ،وفي حالة ثبوت حالات “منافية للقانون المعمول به الذي ابتدعته لنفسها في وهران دون باقي ولايات الوطن ؟ وقال المسؤول الذي اجتمع بالطلبة الذين احتجوا بشدة على هذا الإجراء المخالف للتنظيم الجامعي والقوانين المسيرة للتوجيه العام ،انه ” سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وستتحمل الوصاية كافة مسؤولياتها في حال وجود طلبة راسبين عادوا للطب ” حسب ما جاء في بيان لمحضر الاجتماع المذكور الذي تطرق أيضا من خلاله ممثلو الطلبة، للفوضى التي تعيشها باقي الكليات والمعاهد جراء ظهور خلل في الأرضية الرقمية التي سجل من خلالها الطلبة رغباتهم الخاصة بالتخصصات المرغوبة بعد تخطي السنة الأولى جامعي في كل من كلية العلوم الإنسانية أين تم توجيه مئات الطلبة إلى تخصصات لم يدرجوها أصلا في بطاقة الرغبات ،في حين رفضت طعونهم بعد تهاطل المئات منها على الإدارات ،ووعدت المديرية المذكورة الطلبة بإعادة النظر في المعايير المتبعة للتوجيه إلى السنة الثالثة والثانية جامعي ،وعدم الاحتكام فقط للمعدل السنوي ،واعتماد كشف النقاط كمعيار آخر ،بعدما وجد الطلبة أنفسهم في تخصصات لم تخطر ببالهم ولا علاقة لها بالجذع المشترك الذي سجلوا أنفسهم فيه عقب نيلهم شهادة الباكالوريا ؟،وقررت الوصاية من جهة أخرى إعداد توزيع زمني موحد في كلية العلوم الإنسانية والإسلامية ،بغية القضاء على الاكتظاظ الرهيب الذي باتت تعاني منه قاعات جامعة “جيامو” سابقا احمد بن بلة 1 حاليا ، وذلك بعد أن وقعت حادثة غريبة أخرى ثارت من خلالها ثائرة الطلبة عقب طرد الأساتذة والطلاب من قاعات التدريس من قبل عون امن داخلي ،وذلك أثناء مزاولة حصة تدريسية ليتم اتخاذ إجراء قانوني في حق العون المذكور حسب ذات البيان ،ولا تزال الجامعات تتخبط في تداعيات الأخطاء الرقمية التي نجمت عن الاستعانة لأول مرة بالمواقع الالكترونية للتسجيل في الماستر ،حيث بات مئات الطلبة يجهلون مصيرهم عقب عدم قبولهم في مسابقة الالتحاق بالماستر ،رغم أحقيتهم المشروعة في مواصلة التمدرس بنظام LMD ،حيث تقرر لامتصاص الاحتقان الكبير والإجحاف الذي عانى منه الطلبة الراغبين في مواصلة دراستهم، رفع عدد مناصب الماستر إلى 50 منصبا في كل التخصصات المفتوحة بجامعة احمد بن بلة 1 ،بدل 30 ،ومكن هذا الإجراء حسب الوصاية من الاستجابة لعدد من الطعون المتهاطلة بالمئات ،في الوقت الذي سيسجل الطلبة تلقائيا في قوائم الناجحين للظفر بمقعد جامعي في الماستر ،لكن الإدارة كشفت أن الإجراء سيمس فقط الذين ثبت ورود أخطاء أثناء تسجيلهم عبر الشبكة العنكبوتية ،وبخصوص الذين ملأوا خانة واحدة من الرغبات خلال تسجيلهم لمسابقات الماستر عبر الأرضية الرقمية ،فقد أظهرت الوصاية إمكانية إعادة تسجيلهم حسب نص ذات البيان ،ولم تغفل المنظمة الطلابية التطرق لمسابقة الدكتوراه التي باتت تشكل بدورها ميدانا خصبا للقلاقل والتأويلات ،والتجاوزات ،أين تعهدت الوصاية بإجراءات أكثر عدلا وشفافية لسير المسابقة ،من بينها إجراء الامتحانات في يوم واحد ،وتقرر ذلك يوم 3 نوفمبر المقبل ،بينما تقرر تشكيل لجنة يترأسها نائب مدير الجامعة ،وتحت إشراف شخصي من مدير الجامعة ،بينما ذكرت الوصاية أن معايير الانتقاء للمسابقة يحددها فريق التكوين ،وعلى غرار ما حدث لأطباء المستقبل الذين ذهلوا بعد طردهم من تخصص الطب بداعي عدم وجود مقاعد بيداغوجية ، فقد عرفت كلية العلوم الطبيعية والحياة سيناريو مماثلا ،بعد أن وجد طلبة البيولوجيا الذين اختاروا تخصص علم السموم ،أنفسهم في “علم الوراثة” عقب 20 يوما من انطلاق الدراسة ،وهو ما ادخل الكلية في فوضى عارمة ،جعلت المتمدرسين يستنجدون بمنظماتهم الطلابية ،حيث تقرر إرجاعهم إلى تخصصهم الذي اختاروه عقب اجتماع مارطوني بين الإدارة وممثلي الطلبة ،وطلب منهم في الأخير التقدم إلى إدارة قسم علم الوراثة لإلغاء شهادة التسجيل ،والتقدم من إدارة “علم السموم ” للتسجيل فيها مجددا ؟ حسب بيان آخر يحوز “كاب واست عربي ” على نسخة منه ،وذكر البيان أن معدل القبول في هذا التخصص قلص إلى 10 /20 بدل 10.35 التي “أقصت ” الطلبة الموجهين إليه بعد 20 يوما من انطلاق الدروس ، بينما تم قبول الطعون المودعة من طرف الذين رسبوا في مسابقة الماستر المفتوحة في هذا التخصص، وذكر رئيس منظمة تجمع الطلبة الجزائريين الأحرار أن الطلبة سيضطرون للتصعيد خاصة المتخصصين في الطب الذين ودوا أنفسهم خارج المجال ،مطالبين الوزارة بالتدخل والتحقيق في مدى قانونية هذا الإجراء الذي حرمهم من مواصلة مشوارهم الدراسي في تخصص وجهوا نحوه عن جدارة واستحقاق عقب نيلهم الباكالوريا ليحرموا منه اليوم بداعي رسوبهم وإعادتهم السنة، بينما أعيد إدماج محظوظين بطرق ملتوية.
اسماعيل – ش