مقهى “نبتكر” التكنولوجي.. نموذج متميز للشراكة بين قطاع الشباب والحركة الجمعوية

ف. ب

في إطار استراتيجيتها الجديدة “آفاق 2025-2035”، التي تعتمد على مقاربة التسيير المبني على النتائج، تواصل وزارة الشباب الجزائرية دعمها للمبادرات الشبابية المبتكرة. ويأتي مقهى “نبتكر” التكنولوجي كأحد النماذج المميزة لهذه الشراكة بين القطاع العام والحركة الجمعوية، ممثلة في جمعية “نبتكر للعلوم والتكنولوجيا” بولاية غرداية.

يعد هذا المقهى جزءًا من مشروع “استوديو نبتكر للإعلام الرقمي”، وهو مبادرة مجتمعية تهدف إلى رفع مستوى الوعي التكنولوجي وتعزيز ريادة الأعمال والابتكار بين الشباب. يتم تنظيمه في سهرات رمضانية نهاية كل أسبوع، حيث يجمع أكثر من 100 شاب في كل لقاء لمناقشة أحدث الاتجاهات الرقمية والتكنولوجية، مما يخلق بيئة ديناميكية تتيح تبادل المعرفة والخبرات بين المشاركين.

يسعى البرنامج إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها تعزيز المعرفة الرقمية، وتمكين الشباب من استخدام التكنولوجيا بذكاء وفعالية، إلى جانب نشر الوعي التكنولوجي وتعزيز الاستخدام المسؤول للإنترنت. كما يهدف إلى تقديم محتوى هادف عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحماية المجتمع من مخاطر الإنترنت والجريمة الإلكترونية، إضافة إلى بناء مجتمع رقمي واعٍ وآمن يواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة.

طوال شهر رمضان، يتضمن المقهى جلسات نقاشية ثرية نهاية كل أسبوع، تتناول مواضيع حيوية في مجال التكنولوجيا. تشمل هذه الجلسات مناقشة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الحياة اليومية، إضافة إلى قضايا البيانات الشخصية، الخصوصية، والأمان الرقمي. كما يتم التطرق إلى دور التجارة الإلكترونية في عصر الذكاء الاصطناعي، إلى جانب استشراف مستقبل الوظائف في ظل تطورات الذكاء الاصطناعي.

يشكل مقهى “نبتكر” التكنولوجي نموذجًا فريدًا في دعم الشباب وتمكينهم من المعرفة الرقمية، كما يعكس توجه الجزائر نحو الاستثمار في العقول الشابة وتعزيز قدراتها في عالم يشهد تطورات متسارعة. هذه المبادرة ليست مجرد تجمع للنقاش، بل هي مساحة للإبداع والابتكار تسهم في بناء جيل رقمي واعٍ قادر على المساهمة في التنمية التكنولوجية للبلاد.