وهران

زيارة موجهة إلى مركز تدريب المشاة بأرزيو: تكوين، جاهزية، ورسالة “جيش-أمة”

فاطمة. ب

استفادت وسائل الإعلام الوطنية، اليوم، من زيارة موجهة إلى مركز تدريب المشاة الشهيد غزيل دحو بأرزيو/ن.ع2، وهي الفعالية التكوينية التي أشرف على افتتاحها العقيد سني عبد القادر، قائد المركز.
تندرج الزيارة في إطار تجسيد النشاطات الاتصالية لهياكل ومؤسسات التكوين للجيش الوطني الشعبي لسنة 2024/2025، وتهدف إلى تعريف الأسرة الإعلامية بسلاح المشاة ومختلف الاختصاصات التي يوفرها.
وقد سمح فتح الأبواب أمام الإعلاميين بالتقرب أكثر من الورشات المعروضة، حيث استفادوا من شروحات وافية حول التكوين والتدريب العسكري.
من جهته، أكد العقيد سني عبد القادر تميز سلاح المشاة بخصوصية المراقبة المستمرة للميدان، مما يجعله يتفرع إلى مشاة ميكانيكية ومحمولة، على غرار القوات البرية للجيوش الأجنبية، معرفًا بمركز التدريب للمشاة الشهيد غزيل دحو بأرزيو الواقع بإقليم الناحية العسكرية الثانية، والذي يعتبر صرحًا تكوينيًا ومشتلة لتزويد وحدات قوام المعركة بمقاتلين أشداء ومتمرسين. فمنذ الاستقلال، كان المركز من بين أولى الوحدات التكوينية، ويتضمن دورات وتربصات متعددة في مختلف الميادين، سواء لنيل الشهادات المهنية أو لتكوين فئة المتعاقدين وأفراد الخدمة الوطنية. وتتمثل مهامه الرئيسية في تكوين الطلبة العسكريين.
واعتبر العقيد سني عبد القادر أن الهدف من الزيارة الإعلامية هو ترسيخ مبدأ “جيش-أمة”، مؤكدًا الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام الوطنية في مواكبة التطور والاحترافية التي بلغها الجيش الوطني الشعبي في مختلف المجالات، لا سيما في ميدان التكوين والتدريب العسكري.
عقب الكلمة الترحيبية، تم عرض شريط فيديو تعريفي بمهام المركز، ثم تابع الإعلاميون عرضًا لتمارين رياضية قتالية (كوكسول)، قبل أن يُتاح لهم زيارة مختلف الورشات المعروضة، لتختتم الزيارة بعرض تمرين تطبيقي لفصيلة مشاة حول القضاء على مجموعة إرهابية داخل مبنى.

نبذة تاريخية عن مركز تدريب المشاة الشهيد غزيل دحو بأرزيو / ن.ع2

يعود إنشاء المركز إلى فترة الإنزال لقوات الحلفاء بشمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث مكثت فيه القوات الأمريكية إلى غاية انتهاء الحرب، لتحل محلها القوات الفرنسية التي استغلته كمركز لتدريب ضباط الصف لدعم قواتها المنتشرة عبر التراب الوطني إلى غاية سنة 1962.
يُعد مركز تدريب المشاة الشهيد غزيل دحو بأرزيو من بين مراكز التدريب النشطة إبان الثورة التحريرية، وينحدر من نواة مركز التدريب الكبداني (DGIO) الكائن على الحدود الغربية قرب مدينة الناظور بالمملكة المغربية.
في سنة 1961، انتقل إلى مركز التدريب بزغنغن، وتم غلق مركز الكبداني خلال فترة وقف إطلاق النار قبل الاستقلال. إثر ذلك، تم تقسيم المركز إلى قسمين مع الإطارات والعتاد التدريبي، قسم استقر بثكنة مدينة مغنية وقسم آخر انتقل إلى ثكنة غريس (معسكر)، ثم إلى سعيدة لاحقًا.
أما قسم مغنية، فقد تدخل إثر الاعتداء المغربي على حدود بني ونيف سنة 1963، حيث شارك في صد العدوان بعين الصفراء. بعد استقرار الأوضاع، تم جمع القسمين بثكنة عين الصفراء تحت اسم “مركز التدريب عين الصفراء” سنة 1964، ثم انتقل إلى ثكنة الغمري (المحمدية)، قبل أن يتم ترحيله إلى أرزيو في جوان 1965، حيث استقر إلى يومنا هذا.
مع إحداث مؤسسات التكوين للجيش الوطني الشعبي سنة 1975 بموجب القرار 524/أرع/أرج/ورش المؤرخ في 10 سبتمبر 1975، أصبح المركز يحمل اسم “مركز التدريب بأرزيو”، إلى غاية 18 مارس 1997، حيث تحولت تسميته إلى “مركز تدريب المشاة”، وارتبط عضويا بقيادة القوات البرية بموجب القرار رقم 20/97/و.د.و/أج.ورش.
وفي إطار تسمية هياكل الجيش الوطني الشعبي بأسماء شهداء ثورة نوفمبر المجيدة، سُمي المركز يوم 19 مارس 2015 باسم الشهيد غزيل دحو.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق