وهران
بن قرينة من وهران: حملة مضادة ممولة خارجياً تقودها دول كنا نظنها شقيقة… والجزائر ستنتصر

ح. نصيرة
أكد رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، اليوم من وهران، أن الجزائر مستهدفة من قبل حملة مضادة تموَّل خارجياً، بهدف صناعة التوترات في محيطها المباشر والإقليمي، مشيراً إلى أن هذه الحملة تقودها دول كانت تُعتبر شقيقة أو صديقة، لكنها أصبحت تهدد استقرار الأوطان، وعلى رأسها الجزائر.
وفي كلمته خلال التجمع الشعبي الذي نُظم بالقرية المتوسطية بوهران، شدد بن قرينة على يقين حركة البناء الوطني بأن “الجزائر ستنتصر مرة أخرى على كل من يسعى إلى النيل منها أو إذلالها”، داعياً إلى اليقظة و”التعبئة الشاملة” في مواجهة هذه التحديات.
وفي السياق ذاته، وجه بن قرينة خطاباً خاصاً إلى فئة الشباب، داعياً إياهم إلى تجسيد مشروع رجال الأعمال الشباب، الذين سيلعبون دور حلقة الوصل بين الجامعة، والمصانع، والأسواق الاقتصادية، بهدف نقل الاقتصاد الوطني نحو متطلبات دولة ناشئة. كما اقترح تشكيل تحالف بين الشباب والنخب الوطنية الاقتصادية والسياسية لصناعة كتلة وطنية فاعلة، تعزز من سيادة الوطن وتسهم في نهضته.
وعبّر بن قرينة عن قناعته بقدرة الشباب الجزائري على قيادة الرأي العام، ليس فقط عبر النقد، بل من خلال المبادرة الاقتصادية والاقتراح التنموي. وأكد أن على الاقتصاديين اليوم مسؤولية المساهمة في صناعة الأمن والسلام، سواء في إفريقيا أو في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا الإطار، ثمّن الجو العام الذي تعيشه الجزائر من استقرار وطمأنينة، مشيداً بالدور الإيجابي لدعم الطبقات الهشة والمتوسطة، وباللحمة التي تجمع بين النخب والسلطة.
التعبئة الاقتصادية مؤشر لتحقيق السيادة ومظهر للتلاحم الوطني
وفي سياق متصل، اعتبر رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، أن ما أسماه بـ”التعبئة الاقتصادية” يمثل مظهراً من مظاهر التلاحم الوطني، ومؤشراً حقيقياً لتحقيق السيادة الوطنية.
ودعا في خطابه إلى ضرورة تحقيق انسجام وتكامل بين القوى السياسية والنقابية من جهة، والقوى المالية والاقتصادية من جهة أخرى، لبناء اقتصاد وطني متكامل ومتوازن يضع الجزائر في مصاف الدول الناشئة، مع تأمين السوق الوطنية من ممارسات الفساد، والاحتكار، والمضاربة، والتلاعب بالأسعار، بما يضمن للمواطن الوفرة والجودة.
وأشار بن قرينة إلى أن الجزائر في حاجة ماسة إلى تعبئة اقتصادية فعلية، تتجند فيها كل القوى المنتجة من مستثمرين ورجال أعمال وطنيين، من أجل ضمان الاستمرارية في العطاء التنموي، وحماية المال العام من الفساد، والسطو، وسوء التسيير الذي قد يستعمل كأداة للتأثير على القرار السياسي.
وأكد أن التعبئة الاقتصادية تُعد مسؤولية جماعية وخياراً سيادياً واستراتيجياً، لا بد أن يسهم فيه الجميع: من قطاع عام وخاص، والمواطنين أنفسهم.
وشدد بن قرينة على ضرورة الاستفادة المثلى من كفاءات الجالية الجزائرية بالخارج، وتشجيعهم للمساهمة في نهضة الوطن، قائلاً: “لا يمكن لدولة أن تكون مستقلة القرار إذا كانت تابعة غذائياً أو طاقوياً أو تكنولوجياً للخارج.”
وفي هذا السياق، أبرز أهمية تطوير قطاع الفلاحة لضمان الأمن الغذائي، وتنمية الصناعات التحويلية لاستغلال المواد الخام محلياً، إلى جانب التوسع في استعمال الطاقات المتجددة لتقليل التبعية للمحروقات.