وهران

محافظ الغابات بوهران يكشف جديد رقمنة نشاط النحالين: خطوة نحو حماية الغابات وتنظيم النشاط وأمنه من التجاوزات

جميلة .م
يشهد نشاط تربية النحل، داخل غابات ولاية وهران انتشارا متزايدا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعا بأهمية هذا المجال في دعم الاقتصاد المحلي والبيئة على حد سواء. غير أن هذا التوسع لم يكن دوما منظما، فقد رافقه ظهور بعض التجاوزات والممارسات غير القانونية، ما دفع بالسلطات إلى إعادة النظر في طرق تسيير هذا النشاط الحيوي.
 و في هذا السياق ،كشف مدير محافظة الغابات لولاية وهران في تصريح خص به “كاب ديزاد”,  عن مشروع رقمنة ملفات النحالين، كخطوة استراتيجية تهدف إلى مراقبة وتسيير نشاط تربية النحل، ومنع التجاوزات المسجلة في السنوات الأخيرة، و دلك في إطار الجهود المبذولة لحماية الغابات وتنظيم النشاطات الاقتصادية داخلها،
تندرج هذه الخطوة ضمن سياسة جديدة ترمي إلى الحفاظ على الثروة الغابية التي تتعرض للضغط نتيجة بعض الممارسات غير القانونية، حيث لاحظت المصالح المعنية وجود تجاوزات من طرف بعض النحالين الذين يستغلون رخص ممارسة النشاط للقيام بأعمال أخرى غير مرخصة.
وأشار المسؤول, إلى تسجيل حالات قام فيها بعض النحالين بغرس أشجار الزيتون داخل المساحات الغابية، وهو أمر ممنوع تماما، ويتعارض مع طبيعة الرخصة الممنوحة لهم، التي تقتصر فقط على تربية النحل دون أي نشاط زراعي أو عمراني.
كما تم تسجيل حالات أخرى لأشخاص يقيمون داخل المناطق المخصصة لوضع خلايا النحل، في مخالفة واضحة للقوانين المنظمة لهذا النشاط، وهو ما دفع بالجهات المعنية إلى التحرك لإعادة تنظيم هذا المجال الحساس.
تطبيق خاص يوضح وضعبة كل نحال قريبا 
وتسعى محافظة الغابات، من خلال عملية الرقمنة، إلى وضع حد للتجاوزات وضبط خارطة دقيقة للنحالين الممارسين للنشاط، مع تحديد مواقعهم وعدد الخلايا التي يملكونها، وذلك عبر إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية مفصلة.
 حيث كشف محدثنا أنه يتم تخصيص تطبيق رقمي خاص يوضح وضعية كل نحال، ويعرض كافة التفاصيل المتعلقة بموقعه الجغرافي، عدد خلاياه، وتاريخ انتهاء الترخيص الممنوح له، ما سيمكن من تسهيل مراقبة النشاط والتدخل الفوري في حال تسجيل أي خرق.
وسيمكن هذا التطبيق، الذي سيتم ربطه بمنصة “غوغل إيرث”، من عرض مواقع وحدات النحل بدقة عالية، ما يسهل على مصالح الغابات تتبع التغيرات والقيام بعمليات التحقق الميداني بشكل أسرع وفعال.
وأكد المدير ، أن العمل جار حاليا على إدخال كافة المعلومات في النظام الرقمي الجديد، في انتظار إطلاق التطبيق بشكل رسمي في المستقبل القريب، ليشكل أداة فعالة في يد الإدارة لمحاربة العشوائية.
16 ملف يدرس للحصول على رخص .
تقوم محافظة الغابات حاليا بدراسة 16 ملف جديد للحصول على رخص استغلال لتربية النحل داخل المساحات الغابية.
و حسب نفس المسؤول تتم هذه العملية بدقة وعناية، حيث يتم تمحيص كل ملف على حدة للتأكد من توفر الشروط القانونية والبيئية المطلوبة.
 وتشدد المصالح المختصة على ضرورة احترام معايير معينة تتعلق بموقع الوحدة وعدد الخلايا والمسافة الفاصلة بين النحالين. كما يتم التأكد من أن النشاط لا يشكل تهديدا للنظام البيئي أو يتسبب في أي ضرر للغطاء النباتي.
 وتحرص المحافظة على إعطاء الأولوية للنحالين الجادين وذوي الخبرة، واوضح في ذات السياق انه يتم التعامل مع الملفات بشفافية ضمن لجنة مختصة تضم ممثلين عن عدة قطاعات. وتهدف هذه الخطوة إلى توسيع النشاط بشكل منظم ومستدام.
34 هكتار مخصصة لهذا النشاط 
و كشف ذات المصدر، أنه على مستوى ولاية وهران، تنتشر خلايا النحل عبر مساحة تقدر بـ34 هكتار، يتم استغلالها من قبل 14 نحال معتمد، يملكون في المجموع 370 خلية نحل،
هذا وتقدر مساحة الغابات بالولاية بنحو 45,000 هكتار، منها 41,126 هكتار مصنفة ضمن الأملاك الغابية العمومية، وتشكل ما بين 19% و20% من إجمالي مساحة الولاية البالغة 226,000 هكتار.
وبالرغم من هذه النسبة المحدودة، فإن الضغط المتزايد على هذه المساحات نتيجة الاستغلال العشوائي يمثل خطرا حقيقيا على التوازن البيئي، ما يتطلب ضبط الأنشطة الاقتصادية داخلها.
وتأمل السلطات أن تسهم الرقمنة في تنظيم قطاع تربية النحل، وتمكين النحالين الجادين من ممارسة نشاطهم في بيئة قانونية واضحة وشفافة، بعيدا عن الفوضى والمضاربة.
كما من شأن النظام الجديد أن يتيح إمكانية تتبع رخص النحالين المنتهية الصلاحية، وتنبيههم لتجديدها في الآجال القانونية، مما يمنع الاستغلال غير المشروع للمساحات الغابية.
وأعرب مدير محافظة الغابات عن أمله في أن يشكل هذا المشروع نقطة تحول حقيقية في علاقة الإدارة بالنحالين، ويعزز من الشفافية والتواصل بين الطرفين من أجل مصلحة الغابة والمواطن.
و اكد أن مصالحه ماضية في تنفيذ هذا البرنامج الطموح، بالتنسيق مع مختلف الشركاء، وأن التطبيق سيكون متاح قريبا ليخدم الجميع، ويكرس الاستعمال العقلاني للثروات الطبيعية.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق