جهوي
12 مصاب بالقدم السكري هذا الأسبوع بمستشفى أول نوفمبر بوهران و أخصائيون يشددون على ضرورة التشخيص المبكر

جميلة.م
كشفت البروفيسور بوزيان ليلى احلام، رئيسة مصلحة جراحة الشرايين بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر 1954 بوهران، خلال الأبواب المفتوحة والحملة التحسيسية التي نظمتها المصلحة صباح اليوم للتشخيص المبكر عن القدم السكري وضيق الشرايين في الأطراف السفلية، والموجهة خاصة لمرضى السكري، أن هذا المرض يمثل نسبة 80 بالمائة من المرضى الذين تستقبلهم المصلحة بصفة منتظمة.
البروفيسور بوزيان ليلى: التشخيص المبكر ضروري لتفادي عمليات البتر
وأكدت البروفيسور في تصريح صحفي، أن المصلحة استقبلت خلال هذا الأسبوع فقط أكثر من 12 مريضا يعاني من القدم السكري، تتفاوت حالتهم بين من يحتاج إلى تدخل طبي بسيط، ومن هو في حاجة إلى عملية جراحية مستعجلة لتفادي المضاعفات.
و اوضحت أن الهدف من الحملة هو تحسيس المرضى والأطباء بأهمية التشخيص المبكر قبل الوصول إلى مرحلة الخطر التي قد تؤدي إلى بتر الأطراف.
وأضافت أن المؤسسة تشهد توافد أعداد كبيرة من المرضى من مختلف ولايات الوطن، باعتبار أن تخصص جراحة الشرايين يعد من التخصصات النادرة في الجزائر، حيث لا يتجاوز عدد المختصين فيه 60 مختص على المستوى الوطني، مما يجعل وهران واحدة من الوجهات القليلة المتاحة للتكفل بهذه الحالات.
التأكيد على توعية الأطباء العامين لمواجهة القدم السكري
صرحت البروفيسور بوزيان، أن الهدف من هذه الحملات لا يقتصر فقط على التحسيس داخل وهران، بل تسعى المصلحة إلى التوسع نحو المناطق التي لا تتوفر فيها مصالح لجراحة الشرايين، إلى جانب العمل على توعية وتكوين الأطباء العامين، الذين يعتبرون الصف الأول في مواجهة المرض، فهم أول من يلتقي بالمريض ويعاين حالته.
وشددت على أن التشخيص المبكر لانسداد الشرايين في الأطراف السفلية ضروري لتفادي تطور الحالة إلى بتر الساق، خاصة أن مرضى السكري لا يشعرون بالألم مثل الأشخاص غير المصابين، وهو ما يؤدي إلى تجاهل الجروح أو التقرحات الصغيرة التي لا تلتئم، فيتعامل معها المريض على أنها بسيطة، وقد يتوجه إلى اختصاصيين آخرين أو يستهين بها، لكن في الحقيقة، هذه التقرحات قد تكون مؤشرا على خطر حقيقي.
ونبهت البروفيسور إلى أن العديد من الحالات التي تصل المصلحة تكون في مراحل متقدمة من المرض، مما يستدعي إجراء عمليات جراحية، وغالبا ما يكون المصابون من فئة الشباب، ممن تتراوح أعمارهم بين 47 و50 سنة، وهذا ما يزيد من حجم الخطر الصحي والاجتماعي. وأكدت أن الهدف الأساس هو حماية هؤلاء المرضى من الوصول إلى مرحلة البتر من خلال التوعية والمتابعة المنتظمة.
اكثر من 10 عمليات اسبوعيا و الوقاية عبر النظام الغذائي والنشاط البدني حل
أكدت البروفيسور بوزيان أن المصلحة تقوم اسبوعيا بإجراء أكثر من 10 عمليات جراحية خاصة بالشرايين، وتهدف في مجملها إلى تفادي بتر القدم أو الساق. كما أن المؤسسة توفر خدمات متكاملة للمرضى الوافدين من خلال استشارات طبية دقيقة، تشمل فحص القدمين، وقياس الضغط الدموي في الأطراف السفلية باستعمال أجهزة خاصة، بالإضافة إلى إجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية (دوبلر) للحالات التي تستدعي تدقيقا أكثر.
وأضافت أن التكفل بالقدم السكري لا يقتصر على الجراحة، بل يمكن في الكثير من الأحيان علاج المريض فقط عبر الأدوية والمتابعة الطبية المنتظمة، بشرط أن يكون التشخيص في مرحلة مبكرة، مع ضرورة شرح الوضع للمريض بوضوح ليقوم بمتابعة سكر الدم بانتظام والامتثال لتعليمات الطبيب لتفادي تدهور الحالة.
وشددت على ضرورة اتباع مرضى السكري لنظام غذائي صحي، خال من الأطعمة السريعة والسكريات الزائدة، مع تناول الفواكه بشكل منظم، وممارسة النشاط البدني بانتظام، خاصة رياضة المشي، التي تساهم بشكل كبير في تحسين الدورة الدموية في الأطراف السفلية.
ودعت البروفيسور بوزيان إلى إشراك المحيط العائلي للمريض في التوعية، مؤكدة أن مريض السكري يجب أن يفحص رجله يوميا، وعند ملاحظة أي جرح أو تغير يجب التوجه فورا إلى المختصين في جراحة الشرايين، وليس فقط إلى أطباء السكري، لأن التدخل المبكر يمكن أن ينقذ القدم بل وينقذ حياة المريض بالكامل.
و اكدت التزام الطاقم الطبي بالمصلحة المستمر في مكافحة مضاعفات مرض السكري، عبر التوعية، التكوين، والتكفل الطبي، في انتظار أن تعمم هذه المبادرات على باقي ولايات الوطن لضمان تكافؤ الفرص في العلاج والوقاية.