وهران
الدكتور برادعي مبارك بمناسبة يوم العلم: “جمعية العلماء المسلمين بوهران تُجدد عهدها لتربية الأجيال على العلم والقيم “

حوار: جميلة.م
جددت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بوهران التزامها بتربية الأجيال على القيم الإسلامية وتعزيز اللغة العربية، بمناسبة يوم العلم، و هو ما أكده ل” كاب ديزاد ” في حوار خاص الدكتور برادعي مبارك، رئيس المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بوهران، تطرق خلاله إلى جهود الجمعية في مجال التعليم، ورسائلها للمجتمع الهادفة إلى تثبيت الهوية الوطنية، كما أبرز الإنجازات المحققة.
كاب ديزاد: بداية، ما الرسائل التي تودون توجيهها لأبناء المجتمع الجزائري بمناسبة يوم العلم؟
الدكتور برادعي: يوم العلم بالنسبة لنا ليس مجرد مناسبة، بل هو تجديد للعهد الذي قطعه علماؤنا على أنفسهم منذ تأسيس الجمعية.
نوجّه رسالتنا لأبناء هذا الوطن بأن العلم هو سلاح الأمة في مواجهة الجهل، وأن التمسك بالهوية، المتمثلة في اللغة العربية والدين الإسلامي، هو السبيل لبناء مجتمع متوازن ومتقدم. نحيي كل معلم ومربٍّ يساهم في غرس هذه القيم في أجيالنا الصاعدة.
كاب ديزاد: ما الذي يميز جمعية العلماء عن باقي الجمعيات؟
الدكتور برادعي:ما يميزنا هو التزامنا الثابت بشعار الجمعية: “الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا”. هذا الشعار ليس مجرد كلمات، بل هو برنامج نُجسّده في الواقع. الطفل الذي ينضم إلى مؤسساتنا يتعلم مبادئ الإسلام منذ الصغر، ونوفر له بيئة تحفّزه على تعلم اللغة العربية، التي نعدّها الركيزة الأساسية في تكوينه. والحمد لله، نلاحظ تفوّق التلاميذ في هذا المجال داخل وخارج مدارسنا، سواء في حفظ القرآن أو في الأداء الدراسي العام.
كاب ديزاد: حدثنا عن أبرز إنجازات الجمعية، خصوصاً في مجال التعليم.
الدكتور برادعي:خلال سنة 2024، شهدنا توسعًا ملحوظًا في عدد المنتسبين، خاصة في نوادي الأطفال التابعة للجمعية، حيث تجاوز عدد التلاميذ 2000 تلميذ. عملنا على تطوير البرامج، وتنظيم دورات تدريبية للمشرفين، وشاركنا في عدة ملتقيات علمية وتربوية على المستوى الوطني، وكان لنا حضور فعّال في المناسبات الثقافية والدينية. إلى جانب ذلك، تُسجّل الجمعية قرابة 50 مؤسسة بين النوادي والمدارس القرآنية.
كاب ديزاد: كيف يتم اختيار الطاقم التربوي داخل مدارس الجمعية؟
الدكتور برادعي:نولي أهمية كبيرة لاختيار المعلمين والمشرفين. غالبًا ما ننتقيهم من خريجي الجامعات أو من أصحاب الشهادات في العلوم الإسلامية واللغة العربية، كما نضمّ كوادر يحملون إجازات في القرآن الكريم من مشايخ معتمدين، ونعتمد على كفاءاتهم العملية. كما نقوم بتنظيم دورات تكوينية لرفع المستوى وضمان الجودة في التعليم.
كاب ديزاد: ما هي المواد أو البرامج التي تميز مؤسساتكم التربوية؟
الدكتور برادعي: إلى جانب المواد الأساسية، نركز على تعليم القرآن الكريم وتحفيظه، مع شرح مبادئ الدين الحنيف بأسلوب مبسط يناسب أعمار التلاميذ. نُعطي أهمية كبيرة لتقوية اللغة العربية، ونُخصّص حصصًا لتنشئة الطفل على القيم الوطنية والدينية. كما نُدرج بعض الورشات التعليمية والفنية التي تُنمي روح الإبداع لدى الطفل.
كاب ديزاد: كيف تتعاملون مع تحديات العصر مع الحفاظ على القيم التي تأسست عليها الجمعية؟
الدكتور برادعي: نؤمن بأن التقدّم لا يعني التخلي عن الأصالة. نحن ندمج الوسائل الحديثة في التعليم، لكن ضمن ضوابط تحافظ على هويتنا. نستخدم التكنولوجيا لتبسيط المعلومات، ونشجع التلاميذ على التفكير والنقاش، مع التمسك بالثوابت التي أرساها الإمام عبد الحميد بن باديس.
كاب ديزاد: هل هناك مشاريع مستقبلية لتوسيع شبكة المدارس أو إدخال برامج جديدة؟
الدكتور برادعي: بطبيعة الحال، مشروع الجمعية طويل الأمد ولن يتوقف.
نهدف إلى تحسين أوضاع الجمعية والوصول إلى عمق المجتمع، وهو أمر لا نقاش فيه. المشاريع تبدأ من العناية بالطفل، تربيةً وتعليمًا، ونحن بصدد توسيع شبكة المدارس القرآنية ونوادي الطفولة. كما نعمل على الدخول إلى الوسط الجامعي عبر منظمة طلابية ذات ولاء فكري وأخلاقي لمبادئ الجمعية، ونتمنى أن يُكلل هذا المسعى بالنجاح.
كاب ديزاد: كيف ترون دور الجمعية في ترسيخ فكر العلامة ابن باديس لدى الجيل الجديد؟
الدكتور برادعي: نعتبر أنفسنا امتدادًا لفكر العلامة ابن باديس، ونحرص على تعريف التلاميذ بسيرته وأفكاره منذ الصغر. نُدرّسهم مواقفه الوطنية، ونُحفّظهم كلماته التي ما زالت تلهم الأجيال: “شعب الجزائر مسلم… وإلى العروبة ينتسب”. هذا هو جوهر رسالتنا، وغرس هذا الفكر في النفوس هو واجبنا الأول.


