مندوبية بوعمامة… المدير يرد على انشغالات المجتمع المدني برسم القلوب

“حبس كبير” أو “مقبرة منسية”، هكذا اختار السكان تسمية مندوبية “بوعمامة”، حيث أنها تعاني من نقائص عديدة في كل المجالات، ومعاناتهم ليس وليدة الساعة، فقد مرت العقود وتوالى المسؤولون، كل ما ينصب مسؤول جديد يأملون أن تتحسن أوضاع المندوبية، لكن لا جديد يذكر، لازالت الأوساخ على الطرقات، كما عهدها السكان، ترفع في المناسبات أو عند زيارات المسؤولين. وتبقى متناثرة على طول السنة لا يزال معظم الأحياء يعيشون في ظلام دامس نتيجة افتقار المنطقة للإنارة العمومية، ما يدفع لاستفحال الجريمة خاصة عند حلول الظلام، إلى جانب المؤسسات التعليمية المكتظة ودخول مدرسي كارثي من كل المقاييس خاصة المدارس الابتدائية …

معاناة طال أمدها منذ عدة سنوات طبعتها حياة الشقاء، والتهميش جراء الحالة الكارثية التي يعيشونها، عند تنصيب مدير جديد للمندوبية انبعث أمل جديد عند المواطنين، على أن يضع حدا لآهاتهم المنبعثة من وضع معيشي صعب وتنهي سياسة التهميش التي عاشها الحي أمام تجاهل المسؤوليين المتعاقبين على الحي. اجتمع المجتمع المدني لحي بوعمامة بالمدير ونقلوا انشغالات الحي فحددوا معه موعد للاجتماع، كان المجتمع المدني ممثلا في 12 لجنة وجمعية، وحين توجهوا في الموعد المتفق عليه إلى مكتبه تفاجؤوا بعدم وجوده، وعند اتصالهم به حدد لهم تاريخ أخر للاجتماع، الأمر الذي رفضه التكتل واعتبروه عرقلة للمجتمع المدني وتقليلا من شأنهم، ما دفعهم للإلحاح عليه بالحوار بحكم أن المجتمع المدني كله حاضر وأن الموعد هو من حدده. قدم إلى مكتبه بعد انتظار التكتل أكثر من ساعة، حسب ما جاء به عرض الحال، وطلب التدخل الذي قدمه تكتل المجتمع المدني لحي بوعمامة “الحاسي” وهران إلى رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران بتاريخ 10 أكتوبر 2022. حيث أنه بعد بداية الاجتماع، والترحيب به تطرق التكتل المدني لمختلف مشاكل الحي وعرضوا جميع انشغالات المواطنين، تفاجؤوا بأن المدير أخذ ورقة و بدأ يرسم فيها القلوب حسب نفس المصدر، فيما كانوا يظنون أنه كان يدون نقاط والانشغالات المطروحة، بعد استفسارهم عن ما يقوم به، معتبرينها إهانة للمجتمع المدني وقلة احترام من طرفه. هددهم بفض الاجتماع وقال أنهم غير معنيين بما يفعله، الأمر الذي دفع التكتل بالانسحاب من الاجتماع مستنكرين ما حدث. متسائلين إلى متى تبقى مثل هاته التصرفات غير الأخلاقية حسبهم تتحكم في إدارة مصالح المواطنين. مشيرين في شكواهم أن هذه التصرفات تضرب تعليمات رئيس الجمهورية التي تحث على مشاركة المجتمع المدني في تسيير المرفق العام واقامة الدمقراطية التشاركية طالبين من الجهات المسؤولة الضرب بيدومن حديد لانهاء مثل هذه التجاوزات الخطيرة والتصرفات التي أصبحت تنفر المواطنين من الإدارة.

حيث صرح لنا رئيس لجنة حي بوعمامة السيد قنون أمين أن هذا المدير أهان المجتمع المدني بهذه التصرفات التي من العيب والعار أن تأتي من مسؤول كنا ننتظر منه الكثير ليقدمه لبوعمامة لكنه رد لنا الترحيب بهذه الطريقة. وواصل السيد “قنون” أن الحي مهمشا تماما فقد كنا ننتظر بناء مدرسة ابتدائية، منذ أكثر من عشرين سنة، لنتفاجأ بتحويل مشروع إنشاء مدرسة ابتدائية إلى القطب العمراني “أحمد زبانة” على الرغم من أن حي بوعمامة استفاد من مشروع مدرستين ابتدائيتين بسعة 12 قسم، حيث تم تحويل مشروع مدرسة واحدة إلى القطب العمراني “أحمد زبانة” بحجة عدم توفر وعاء عقاري. وواصل نفس المتحدث أن الأوعية العقارية موجودة والمدارس الابتدائية التابعة لبوعمامة تعاني الاكتظاظ في القسم الواحد يدرس 50 تلميذ وغيرها من الانشغالات التي كنا ننوي نقلها للمدير لكن رده كان غير متوقع.

لتبقى معاناة مواطني بوعمامة متواصلة على أمل أن تجد شكاويهم آذان صاغية منتظرين تدخل الوالي لانهاء مشكل التهميش واللامبالاة التي تتخبط فيها المندوبية منذ عقود.