وهران

كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2 تبرز دور  الجامعة في معالجة القضايا المرتبطة بالتربية

 جميلة.م
أكد مدير جامعة وهران 2 محمد بن أحمد البروفيسو شعلال أحمد على الدور الحيوي الذي تضطلع به الجامعة في معالجة القضايا المرتبطة بالتربية، خلال فعاليات الطبعة الثالثة من الملتقى الوطني الموسوم بـ “الطفل والتفلسف”،
 
و أشار أن كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية تتحمل مسؤولية اجتماعية واسعة تجاه المجتمع والنشء. وقال إن طرح إشكالية “الفلسفة والطفل” هو في جوهره طرح لإشكالية الاهتمام بأسئلة الطفل وتطلعاته، خاصة في ظل الثورة الرقمية التي تعيد تشكيل وعي الأجيال الصاعدة.
 
وأوضح البروفيسور شعلال، أن الشباب يشكلون الفئة الأكبر داخل الجامعة الجزائرية، ما يجعل العناية بهم واجبا أساسيا، باعتبارهم “نخبة المجتمع وإطارات المستقبل”. 
حيث دعا إلى الأخذ بجدية أسئلة الطفل والتعامل معها بإيجابية، مؤكدا أن مخرجات هذا الملتقى من شأنها أن تسهم في بناء جيل واعٍ، قادر على التفكير النقدي واتخاذ المبادرات داخل المجتمع.
الملتقى الذي احتضنته مكتبة كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2، صباح اليوم، المنظم بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة واليوم العالمي للطفولة. الملتقى، الذي أشرفت عليه وحدة البحث علوم الإنسان للدراسات الفلسفية والاجتماعية والإنسانية وقسم الدراسات الفلسفية التطبيقية، جمع ثلة من الأساتذة والباحثين لمناقشة واحدة من أهم القضايا التربوية والفكرية المعاصرة، المتمثلة في مكانة الطفل بوصفه كائنا متسائلا، ودور الفلسفة في صقل شخصيته منذ المراحل الأولى.
من جهته، أبرز الأستاذ بوعرفة عبد القادر، رئيس وحدة البحث المنظمة للملتقى، أن اختيار موضوع “التفلسف عند الطفل” لم يأت من فراغ، إذ إن الطفل بطبيعته كائن متسائل، ويملك استعدادا فطريا للبحث وفهم العالم.
 وأضاف أن النصوص الفلسفية القديمة، كما في كتاب ابن طفيل في “حي بن يقظان”، تؤكد قدرة الطفل على بناء شخصيته من خلال تنمية حس التساؤل، وهو ما جعل الطفل قادر على التفكير فالسؤال يستطيع تكوينه من مختلف الجوانب.
 
وأشار المتحدث، إلى التجارب الدولية في هذا المجال، موضحا أن الولايات المتحدة مع الفيلسوف جون ديوي اعتبرت الطفل “مشروعا لفيلسوف”، بينما اعتمدت كندا برنامجا تربويا متقدما يقوم على تنمية مهارة السؤال من خلال البيداغوجيا والرسوم المتحركة الموجهة خصيصاللأطفال، وهي مبادرات تجعل من التفلسف ممارسة يومية تعزز التفكير الحر.
وفي المقابل، يرى الأستاذ بوعرفة أن الجزائر تملك الإمكانات اللازمة للانخراط في هذا المسار عبر البرامج البيداغوجية والمحطات الفلسفية المختلفة، بما يسمح باستثمار السؤال الفلسفي لتطوير التفكير الناقد لدى الطفل. وأشار إلى أن المشكلة تكمن غالبا في قمع السؤال داخل الأسرة أو المدرسة، ما يؤدي إلى إنتاج جيل يكتفي بتلقي الأجوبة الجاهزة دون تحليل أو نقد.
 
وشدد على ضرورة فتح المجال أمام الطفل لطرح الأسئلة، وعدم نهره أو الحد من فضوله المعرفي، لأن السؤال حسبه هو أساس بناء شخصية متزنة وواعية، قادرة على التفاعل مع الواقع وتغيير المعطيات بدل الاكتفاء باستهلاكها. ودعا الأولياء والمربين إلى اعتبار أسئلة الأطفال مصدرا للفرح والتفاعل، لا للإحراج أو النفور، مؤكدا أن هذا المبدأ يمثل جوهر المشروع الفكري الذي يسعى إليه الملتقى.
و شدد المتدخلون على ضرورة استثمار هذه النقاشات في تعزيز مكانة الفلسفة في الوسط التربوي، باعتبارها أداة لبناء المواطن القادر على التفكير الحر والمسؤول، وبما يخدم مستقبل الجزائر ويضمن تنشئة جيل واعٍ، مبدع ومبادر.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق