وهران
مختصون بجامعة وهران 2 يحذرون من العنف البطيء ضد الطفولة في الملتقى الوطني للطفل و الفلسفة

جميلة.م
حذر مخصون بالملتقى العلمي الذي احتضنته صياح اليوم مكتبة كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2، الذي نظمته وحدة البحث علوم الإنسان للدراسات الفلسفية والاجتماعية والإنسانية وقسم الدراسات الفلسفية التطبيقية، بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة واليوم العالمي للطفولة من سلوك بعض الأولياء ضد أطفالهم دون وعي .
وفي هذا السياق، أكدت الأستاذة شهرزاد دراز، منسقة الملتقى، أن العديد من الأولياء يلجأون اليوم إلى تفادي أسئلة الأطفال أو ضجيجهم عبر منحهم الهواتف والأجهزة اللوحية والتلفاز، ما يحرمهم من التفاعل الطبيعي الضروري لنموهم النفسي والاجتماعي.
وأوضحت أن هذه الأجهزة، رغم أنها توفر فرصة للسكينة داخل البيت، إلا أنها تحمل مخاطر خفية تترك آثارا سلبية على سلوك الطفل وعلاقاته داخل الأسرة ومع محيطه في الشارع والمدرسة.
وشددت المتحدثة، على أن الطفل الذي يحرم من اللعب الحر، ومن الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، يجد نفسه تحت ضغط داخلي يدفعه أحيانا إلى إظهار سلوكيات عنيفة.
وأضافت أن انشغال الأولياء بمسؤولياتهم خارج البيت، مع غياب مساحات زمنية كافية داخل المنظومة التربوية لممارسة الأنشطة الموازية، يضاعف من حدة هذا الإشكال.
وتابعت الأستاذة دراز، بأن الخطأ لا يكمن في الطفل، بل في الراشدين الذين يفترض أن يحملوا مسؤولية توجيهه ومرافقته. فالطفل، حسبها، غير مسؤول عن السلوكات التي يكتسبها، بل يعكس في معظم الأحيان نتائج تربية قائمة على الحرمان والتهميش. وهنا يظهر ما وصفته بـ”العنف البطيء”، وهو عنف غير مرئي يمارس يوميا عبر حرمان الطفل من الحركة، ومن التفكير، ومن التعبير، ومن التفاعل الاجتماعي الحقيقي، وهو ما يولد لدى الأجيال القادمة شعورا بالنقص وميولا للعنف واحتقار الذات.
وفي ختام الملتقى، قدم المشاركون جملة من التوصيات، أبرزها ضرورة تحديد الفلسفات التي ينبغي تقديمها للأطفال وفق أعمارهم واحتياجاتهم، وإدخال آليات التفكير الحر والنقدي منذ السنوات الأولى للتعليم.
كما أوصى المتدخلون بالتركيز، في الطبعة الرابعة للملتقى، على نماذج تربوية مبتكرة لتدريس الفلسفة، من خلال القصص والرسومات والمسرح واللعب، إلى جانب الاهتمام بالمكون الفلسفي ذاته والعمل على تبسيطه وتحبيب تعلمه. ودعا الحضور إلى تعميم تدريس الفلسفة في جميع المراحل التعليمية باعتبارها أداة لترقية الوعي وبناء شخصية متوازنة وقادرة على التفكير السليم.


