مختصون يناقشون استراتيجيات دعم التحصيل اللغوي لدى الأطفال وإصدار تربوي جديد يدعم تعلمهم

احتضنت روضة القلم – قمبيطة وهران، بالتنسيق مع دار بصمة علمية للنشر، لقاءً تربويًا–أرطوفونيًا مميزًا ضمن نشاط تعليمي بعنوان: «أدوات واستراتيجيات التوجيه التربوي لدعم التحصيل اللغوي»، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمختصين في علم الاجتماع، علم النفس، والأرطوفونيا.

وقد شهد اللقاء مداخلات مهمة هدفت إلى تقديم أحدث الأساليب العلمية والبيداغوجية لتعزيز التحصيل اللغوي لدى الأطفال.

الدكتورة مريوة حفيظة: البعد السوسيو–نفسي في اكتساب اللغة

قدمت الدكتورة مريوة حفيظة، من جامعة وهران 2 وممثلة عن دار بصمة علمية، مداخلة أكاديمية ركّزت على أهمية البعد السوسيو–نفسي في تعلم اللغة، مؤكدة أن المهارات اللغوية لا تتحقق بمعزل عن المحيط الاجتماعي والانفعالي للطفل.

وأبرزت العناصر الأساسية التي تدعم التحصيل اللغوي:

الدافعية الداخلية كعامل رئيسي للتحفيز.

الأمان اللغوي الذي يمكّن الطفل من التعبير بحرية دون الخوف من الخطأ.

التفاعل الاجتماعي لدعم الحوار وتبادل الأفكار.

الدعم العاطفي الذي يعزز الذاكرة والانتباه ويبني شخصية لغوية متوازنة.

وأكدت أن تعلم اللغة يحتاج إلى رؤية شمولية تراعي الجوانب النفسية والاجتماعية والانفعالية للطفل.

الدكتورة براهيم الرحماني فاطمية: التشخيص المبكر مفتاح النجاح

سلطت الدكتورة أستاذة علم النفس العيادي والإرشاد، الضوء على أهمية التقييم المبكر للصعوبات اللغوية كأساس للتدخل التربوي والعلاجي الفعّال.

وأوضحت أن:

الصحة النفسية، النوم الكافي، والاستقرار الأسري عوامل حاسمة للنجاح اللغوي.

التعاون بين المختص النفسي، المربي، وولي الأمر ضروري لضمان نتائج مستدامة.

وشددت على أن التدخل المبكر يحسّن الأداء الأكاديمي العام ويقلّل من تفاقم الصعوبات اللغوية.

الأستاذة عمارة رشيدة: أدوات واستراتيجيات عملية

قدمت المختصة في الأرطوفونيا وصاحبة كتاب جديد، جانبًا تطبيقيًا استعرضت فيه أدوات واستراتيجيات عملية تم تجربتها ميدانيًا، تشمل:

الكتب المصوّرة وبطاقات المفردات.

أساليب الحوار الموجّه والقراءة التفاعلية.

التعلم باللعب والكتابة الحرة.

تمارين الوعي الصوتي مثل التمييز السمعي والقافية والمقاطع الصوتية.

كما أبرزت أهمية الوسائط الرقمية التعليمية لتعزيز التحفيز والاستقلالية لدى الطفل.

إصدار تربوي جديد لدعم المهارات اللغوية والمعرفية

أعلنت دار بصمة علمية للنشر عن إصدار تربوي جديد يعتمد على قصص حياتية واقعية، ويهدف إلى تنمية قدرات الطفل عبر أساليب تفاعلية تركز على:

– تنمية مهارات الاستماع

– تحسين التواصل الشفهي

– تعزيز القدرة على التعبير

– تطوير الوعي اللغوي والمعرفي

ويتميّز الإصدار بأنه:

– سهل التطبيق داخل الصف

– معتمد على التجربة الميدانية مع الأطفال

– موجّه لمعلمي رياض الأطفال والمدارس

– مصمّم لدعم التعلم النشط وبناء لغة سليمة عبر أنشطة ممتعة

ويعكس هذا العمل خطوة نوعية لإثراء المكتبة التربوية الجزائرية، ويدعم المربين والأخصائيين في تعزيز تعلم اللغة العربية بطريقة علمية وفعّالة.

رؤية متكاملة لتطوير التحصيل اللغوي

أكد المختصون أن تحسين التحصيل اللغوي لدى الأطفال يتطلب رؤية تكاملية تجمع بين الدعم النفسي–الاجتماعي، التشخيص المبكر، والممارسة البيداغوجية المبدعة، مشيرين إلى أن التعلم اللغوي تجربة إنسانية متكاملة تعيش داخل بيئة محفّزة وآمنة.