ح.نصيرة
تعاني جل مستشفيات ولاية وهران، هذه الأيام، من ندرة حادة في أكياس الدم التي هي عبارة عن أوعية بلاستيكية طبية معقمة تُستخدم لجمع الدم من المتبرعين، وفصله إلى مكونات مختفلة، وهو مشكل وطني حسب مصادر طبية بقطاع الصحة، برز منذ حوالي عشرة أيام ليتسبب في تأخير وتأجيل مئات العمليات الجراحة التي تم استدعاء مرضى لإجرائها.
وحسب مصدر مسؤول بالصبدلية المركزية، أن هذا المشكل تتكفل وزارة الصحة والصبدلية المركزية لمعالجته في أسرع وقت ممكن فيما سينفرج مع بداية شهر جانفي باقتناء مخزون كافي من أكياس الدم وبالتالي إعادة فتح مجال للتبرع بالدم عبر مراكز الحقن التابعة للمؤسسات الاستشفائية.
وتتدارك مؤسسات استشفائية بوهران، إنقاذ حالات مرضية استعجالية بالمخزون الجدّ محدود حاليا، حيث أعطيت الأولوية لحالات مرضية مستعصية، مع تأجيل أخرى، علما أن مرضى خضعوا إلى فحوصات بالأشعة وتحاليل الدم بقيوا بالأسرة ينتظرون دورهم لإجراء العملية دون جدوى بسبب عدم توفر أكياس الدم.
وسط هذا غرقت مراكز حقن الدم بولاية وهران، في توافد مرافقي المرضى الذين كانوا يجلبون متبرعين بالدم تبعا لتوحيهات أقسام مصالح طبية، قصد توفيره لمرضاهم، قبل أن يتفاجئوا بردهم بتوقيف نزع الدم، بسبب انعدام أكياس الدم التي هي عبارة عن أوعية بلاستيكية طبية معقمة تُستخدم لجمع الدم من المتبرعين.
وكان جل المواطنين يستفسرون عن الأكياس إن كانت تباع خارج المستشفيات ليتلقوا توضيحات في أن هذه الأخيرة ممنوعة من الاستخدام خارج الصيدليات المركزية والاستشفائية، ولا يمكن توفيرها لغير مراكز حقن الدم.
على اعتبار أن أكياس الدم لها خصوصيتها، إذ تحتوي على مواد مانعة للتخثر وتحافظ على سلامة الدم، كما توجد منها أنواع متعددة (مفردة، مزدوجة، ثلاثية، ورباعية) لتلبية احتياجات النقل المختلفة، وتُخزّن حسب مكونات الدم في درجات حرارة معينة.
هذا واشتكى بعض مرافقي المرضى، من مصادفتهم أزمة أكياس الدم وأحيانا مقابلتهم بعبارة “بحثوا على أكياس الدم” مع أنها كما سبق الإشارة إليه تحمل خصوصية التعقيم، وتخزن حسب مكونات الدم، حيث أكدت مصادرنا في مراكز حقن الدم أن تداول هذه الأكياس ممنوع خارج المصالح الاستشفائية، لارتباط الأكياس بصحة مرضى، وأن العمل قائم على توفير مخزونها.
حيث تراجع لهذا السبب آداء مصالح استشفائية في إجراء عمليات الجراحة، وتخفيض عددها مع إعطاء الأولوية لحالات استعجالية خاصة الاستعحالات الجراحية.