وطني

مأساة لبنان… يرهن سيارته للمستشفى حتى يتسلم جثة ابنه

عاشت لبنان أمس مأساة إنسانية كارثية، لم يسبق وأن شهدها أي بلد، رغم تردي الأوضاع الاقتصادية بالعديد من الأوطان.
حيث وفي مشهد درامي بائس، اضطر أحد الأولياء من بلدة “فنيدق” إلى رهن سيارته لمستشفى “الحبتور_حرار”، بعدما فشل في توفير 2500 دولار، التي تعتبر كلفة التكفل الطبي بابنه، الذي قضى 25 يوما بالمستشفى، في جناح “الخدج” بجناح التوليد،  حتى يتمكن من استيلام جثة ابنه الذي توفي بها، بعدما رفضت الادارة تسليم جثة الطفل الرضيع. فما كان من الوالد سوى رهن سيارته للمستشفى وتسلم ابنه المتوفى والعودة به ماشيا على قدميه إلى البيت، لدفنه ودفن الأمل معه.
يذكر أن مأساة اللبنانيين وصلت إلى حد اليأس من الإنسانية، بعدما أصبح للعلاج فيها مستحيلا، في غياب سيولة لدفع التكاليف. حيث تكاد السجون تمتلء بالأشخاص المودعين، الذين أصبحوا ينفذون اعتداءات شبه يومية على البنوك والمصارف، لتحصيل في أحسن الظروف 50 ألف دولار، تحت تهديد القتل بالسلاح أو تفجير مبنى المصرف، ليتمكنوا من دفع تكاليف علاج ذويهم.
يحدث هذا في الوقت الذي لازال البرلمان اللبناني يعيش تمزقات حالت دون أن يتم التوصل إلى انتخاب رئيس للبلد، فيما تواصل حكومة تصريف الأعمال نشاطها المحدود جدا، بينما يرفض صندوق النقد الدولي و المؤسسات المالية الدولية تقديم قروض للبنان، لعدم وجود مؤسسات سيادية، يمكنها التفاوض وتوفير ضمانات كافية. فيما كان الرئيس اللبناني المنتهية ولايته، قد شارك في أشغال القمة العربية بالجزائر في الفاتح والثاني نوفمبر الفارط، وناشد الدول العربية بالوقوف إلى جانب لبنان ودعمه ومنعه من السقوط والاندثار، ووعدت العرب حينها بأنها ستقف وستحفظ لبنان ولن تسمح بسقوطه.
غزالة. م
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق