مزاد... كاب ديزاد

قمة العرب… بعد 6 أشهر، ما الذي تغير؟!

تستعد السعودية لاحتضان القمة العربية يومي 19 و20 ماي الجاري، وقد يكون حضور “الأسد” هو الاستثناء الذي لم تشهده القمة العربية المنعقدة بالجزائر غرة نوفمبر 2022، بعدما كانت قد خرجت بنتائج تصب كلها في تعزيز اللحمة العربية، وتلح على حل مشاكل الدول العربية دون تدخل خارجي، كما كانت شجاعة وجريئة، في تحمل مسؤولية إنجاح تصالح الفرقاء الفلسطينيين وتتويج اجتماعهم ببيان الجزائر، ودعوة العرب لمساعدة لبنان وحمايتها من الانهيار والاندثار، والعمل على توفير الظروف لليبيين لإيجاد حل داخلي بينهم دون أي تدخل أو تأثير خارجي، وتقديم الدعم لكل الدول العربية لاستقرارها، على غرار وقف الحرب باليمن، مساعدة تونس، السودان… بعد عمل شاق، صالت وجالت فيه، واستماتت لتكون سوريا حاضرة كعضو أساسي لاستكمال الجسد العربي، ظهر امتعاض بعض الحكام العرب وتحفظ بعضهم، دفع بسوريا لتنزيه الجزائر من مسؤولية الغياب وفضلت عدم الحضور حتى لا تمنح فرصة للمنافقين والمتاجرين ب”الأخوة العربية” ورقة مجانية لإفشال القمة.
وقتها، كانت الديبلوماسية الجزائرية تسير بخطى حثيثة، لتثبت للعالم أن العرب ليسوا قصّرا ولا وصاية خارجية عليهم، وأن لحمتهم صلبة والصدع بينهم مهما اتسعت رقعته، فرأبه أسهل عند الضرورة، لأنها متشبعة بعقيدة العروبة والوحدة والتعاون، والسلام ونصرة الأخوة، بعيدا عن المنافسة وطعن ظهر الأشقاء والأصدقاء. بيد أن بعض الدول قصيرة النظر، لم تهتم لما يجري للجسد العربي من تمزيق، فبعد عودة العلاقات السعودية الإيرانية، والشروع في التسوية في القضية اليمنية، وجدت نفسها على الهامش، دون سابق إنذار، بعدما أقحمت نفسها في حرب اليمن، ليس لعدم وجود مشاكل لها معها أو علاقة تشنج، وإنما أكثر من ذلك، انعدام حدود تجمعهما، وعوض أن تكون شقيقة تحاول المساهمة في البحث عن حل للأزمة الخليجية اليمنية، راحت تصب الزيت على النار، وتزيد من تشتيت العرب وتأزيم الوضع، بينما نأت الجزائر بنفسها عن القضية، ورفضت الدخول في شقاق عربي، لا فائدة منه على الأمة العربية. فبدأت في القيام بتصرفات صبيانية، لتحرج الجزائر، عبر محاولة تقويض الجهود التي قامت بها والعمل الذي أنجزته لإقناع العرب بضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها بجامعة الدول العربية، من خلال محاولة تجنب ذكر اسم “الجزائر” في تقاريرها وتهميشها، بعدم دعوتها خلال التحضير المسبق للقمة القادمة بالرياض، في حين دعيت دول لا حدود لها مع سوريا ولم تحتضن الدورة بعد، وتم تجاهل الجزائر التي لازالت ترأس القمة.
بعد كل النتائج المحققة لمخرجات القمة العربية المنعقدة بالجزائر، وظهور بوادرها أمام العالم، ما الذي ستأتي به قمة الرياض، ماعدا عودة سوريا لمقعدها بالجامعة، بعدما سمحت بعودة الجامعة العربية إلى حضنها لأنها قلب العرب، بعد أن عوضها علمها فقط خلال قمة الجزائر، إلى جانب رفضها تقديم أي تنازل ل “الأشقاء” العرب مقابل ذلك؟
لم يعد مهما ذكر الجزائر وضروريا، بعدما هاتف الرئيس السوري “بشار الأسد” شخصيا نظيره الجزائري “عبد المجيد تبون”، فور إعلان السعودية عن قبول عودتها، شاكرا أياه على الدور المهم الذي قامت به الجزائر، لتعود سوريا إلى شغل منصبها بالجامعة العربية.
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق