وهران
المنظمة الجزائرية “اتصال ترقية الاستثمار والتنمية” تقود 20 حملة تحسيسية ضد الإدمان بالمؤسسات التعليمية وقافلة طبية بوهران

م.جميلة
تواصل المنظمة الجزائرية “اتصال ترقية الاستثمار والتنمية” بولاية وهران إثبات نفسها كفاعل مدني حقيقي وفعّال، عبر تدخلات مدروسة ومتنوعة، تراعي الأولويات الاجتماعية والصحية والإنسانية للمواطن.
و ذلك من خلال حملات تحسيسية موجهة لفئة الشباب، مبادرات تضامنية تجاه المرضى، ومشاريع طبية لفائدة السكان المعزولين، لتؤكد المنظمة التزامها بخدمة المجتمع، وتقديم إضافة نوعية في مجال العمل الجمعوي.
و في هذا السياق، كشف الميري عبد الله، رئيس الهيئة الوطنية للتضامن والتدخل أثناء الكوارث، ورئيس اللجنة الولائية للإغاثة والإسعاف المدني بوهران، في تصريح خص به “كاب ديزاد”، عن سلسلة من المبادرات والنشاطات التحسيسية التي قامت بها المنظمة الجزائرية “اتصال ترقية الاستثمار والتنمية” منذ تأسيسها سنة 2018، والتي شملت مجالات متعددة ذات طابع اجتماعي وإنساني، خاصة في مجال التوعية بمخاطر الإدمان ومرافقة المدمنين، إلى جانب مبادرات إنسانية داخل المستشفيات وقوافل صحية موجهة نحو المناطق النائية.
و أوضح أن هذه التحركات تأتي في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى إشراك المجتمع المدني في تعزيز التضامن الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة، عبر مبادرات ميدانية تشمل التوعية، الوقاية، والتكفل بالفئات الهشة.
حملات تحسيسية ضد الإدمان بأنواعه شملت أكثر من 20 مؤسسة تعليمية
أبرز الميري عبد الله أن المنظمة الجزائرية “اتصال ترقية الاستثمار والتنمية” جعلت من التحسيس ضد مختلف أنواع الإدمان أولوية أساسية ضمن نشاطها، و خلال هذه السنة ، نظمت المنظمة سلسلة من الحملات التحسيسية، استهدفت أساسا فئة الشباب داخل المؤسسات التربوية، لاسيما في الطور الثانوي.
وقد مست هذه الحملات ما يزيد عن 20 مؤسسة تعليمية موزعة على مختلف بلديات ولاية وهران، حيث تم تنظيم لقاءات توعوية، ورشات نقاش، وعروض ميدانية، بالتنسيق مع كل من مصالح الدرك الوطني والشرطة، لتقديم المعلومات الضرورية حول مخاطر الإدمان على الصحة النفسية والجسدية، وتأثيره على المسار الدراسي والاجتماعي للمراهقين.
كما أوضح المتحدث أن العمل التحسيسي لم يكن مناسباتيا، بل جاء وفق برنامج دوري ومدروس، بإشراف لجنة متخصصة داخل المنظمة، مكلفة حصريا بملف مكافحة المخدرات، تقوم بمتابعة وتقييم كل حملة ميدانية، وتحسين الأداء التوعوي من خلال الاستماع لانشغالات التلاميذ والمؤطرين.
في هذا السياق، أشار الميري عبد الله إلى أن المنظمة لا تكتفي بالتحسيس فقط، بل تتعداه إلى مرافقة ضحايا الإدمان، خاصة من فئة الشباب، حيث تعمل اللجنة المختصة على التكفل بالحالات التي تعاني من مشاكل إدمان، من خلال التوجيه نحو المراكز المختصة بمكافحة الإدمان بالتنسيق مع الهيئات الصحية المحلية، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي.
لفتة إنسانية داخل المستشفيات: توزيع 8000 حفاظة للمرضى
وفي جانب إنساني آخر، أكدت المنظمة من خلال رئيسها أنها قامت بمبادرة لاقت استحسانا كبيرا من قبل المواطنين، تمثلت في توزيع أكثر من 8000 حفاظة للمرضى المتواجدين بالمستشفيات على مستوى ولاية وهران.
واعتبر الميري عبد الله أن هذه اللفتة جاءت لتقدم الدعم للعائلات المرضى، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والعاجزين عن الحركة ، بالتنسيق مع مديرية الصحة و السكان و ادارة الموسسات الصحية المعنية ، لضمان إيصال المساعدات لمستحقيها.
وتهدف هذه المبادرة إلى التخفيف من معاناة المرضى داخل المؤسسات الاستشفائية، وإضفاء طابع إنساني على الخدمات الصحية، مشيرا إلى أن مثل هذه الأنشطة تعكس فلسفة المنظمة المبنية على التضامن والتكافل، وتعكس الدور الفعال الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في سد بعض النقائص الظرفية في مختلف المجالات .
كما لم يغفل الميري عبد الله الإشادة بالمساهمين في هذه العملية من متطوعين، ، ومحسنين، الذين ساهموا في إنجاح هذه الحملة التضامنية، مؤكدا أن المنظمة ستواصل هذا النوع من المبادرات متى استدعت الحاجة.
قافلة طبية للفحص المبكر: نحو تغطية صحية للمناطق المعزولة
وفي خطوة نوعية أخرى، أعلن رئيس الهيئة الوطنية للتضامن والتدخل أثناء الكوارث عن مشروع إطلاق قافلة طبية متعددة التخصصات، ستجوب عدة مناطق معزولة بولاية وهران، بهدف الكشف المبكر عن مختلف الأمراض وتحسيس المواطنين بأهمية الوقاية.
القافلة، التي يتم التحضير لها بالتنسيق مع مديرية الصحة، ستضم مجموعة من الأطباء الأخصائيين في عدة مجالات منها الطب العام، طب الأطفال، أمراض القلب، الأمراض المزمنة، وطب النساء، حيث سيتم تنظيم فحوصات مجانية، وتوزيع أدوية حسب الإمكانيات المتوفرة، مع تقديم نصائح وإرشادات وقائية.
ويأتي هذا المشروع في إطار المساعي الرامية إلى تقريب الصحة من المواطن، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من نقص في الهياكل الصحية والتغطية الطبية. كما ستتضمن القافلة ورشات تحسيسية حول بعض السلوكات الصحية السلبية، مثل التغذية غير السليمة، قلة ممارسة الرياضة، والتدخين، إضافة إلى التوعية بأهمية الكشف المبكر عن أمراض العصر كداء السكري وارتفاع الضغط الدموي.
وأوضح الميري عبد الله أن القافلة ستنطلق خلال الأسابيع المقبلة، بمجرد الانتهاء من التحضيرات اللوجستية وضبط المسارات، مشيرًا إلى أن هذا النوع من العمليات سيصبح دوريا، وسيشمل مستقبلا ولايات أخرى، وفقًا للاحتياجات المسجلة.
هذا و تعكس هذه المبادرات، نضجا في أداء المجتمع المدني، ورغبة قوية في المساهمة في الجهد الوطني لبناء مجتمع أكثر وعيا وتماسكا، في وقت تتزايد فيه التحديات الاجتماعية والصحية على المستوى الوطني والمحلي.