وهران

الدكتور آيت حبوش في مداخلة بوهران: اندلاع الثورة التحريرية… محطة للتأمل في الدروس والعبر

جميلة.م
أكد الأستاذ الدكتور حميد أيت حبوش، مدير مخبر الدراسات المغاربية النخب وبناء الدولة الوطنية بجامعة وهران 1، بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، في تصريح خص به جريدة” كاب ديزاد”، أن الذكرى ليست مجرد مناسبة للتاريخ، بل محطة للتأمل في الدروس والعبر التي يمكن أن يستخلصها الشباب اليوم من ملحمة نوفمبر.
وأشار الدكتور أيت حبوش, إلى أن بناء الوطن لا يقل أهمية عن تحريره، موضحا أن جيل نوفمبر حرر الجزائر بالسلاح، وعلى الجيل الحالي أن يحررها من التخلف والفساد والجهل بالعلم والعمل. فاليوم، كما قال، لم تعد الثورة بالبندقية بل بالمعرفة والابتكار، داعيا الشباب إلى جعل التعليم والعلم وسيلة للنهوض بالوطن وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد أن التمسك بالقيم الوطنية والهوية الثقافية يمثل درعا واقيا امام موجات العولمة والانفتاح التي قد تهدد تماسك المجتمع، مشددا على أن الانتماء للوطن ليس شعارا بل سلوكا ومسؤولية. 
كما دعا الشباب إلى المشاركة الفاعلة في الشأن العام، وعدم الاكتفاء بدور المتفرج، بل أن يكونوا مبادرين في السياسة والاقتصاد والمجتمع مثلما كان شباب نوفمبر الذين حملوا راية التحرير بوعي وإرادة.
وفي سياق متصل، شدد الدكتور أيت حبوش على أهمية العمل الجماعي وروح المسؤولية المشتركة، مبرزا أن بناء الجزائر الجديدة يتطلب تجاوز الفردية والأنانية، لأن الأمم لا تنهض إلا بتكاتف أبنائها وتعاونهم لتحقيق المصلحة العامة.
هذا و شارك الأستاذ هذا المساء في إلقاء محاضرة بعنوان “دروس الثورة التحريرية 1954-1962: دروس وعبر للشباب” بمركز الاعلام الجهوي بوهران، يتناول فيها أبرز القيم التي حملتها الثورة.
واستعرض الدكتور أيت حبوش في هذا السياق ستة دروس رئيسية أولها قيمة الوحدة الوطنية التي كانت أساس نجاح الثورة، إذ توحد الشعب بمختلف مكوناته خلف هدف واحد هو الاستقلال، دون مكان للانقسام أو الجهوية. ثانيها الإيمان بالمبدأ، فالمجاهدون واجهوا آلة استعمارية ضخمة بإيمانهم العميق بعدالة قضيتهم، وهو ما يجب أن يلهم الشباب اليوم بأن الإيمان بالفكرة والإخلاص في العمل أساس كل نجاح.
 أما الدرس الثالث فهو أهمية التنظيم والتخطيط، فالثورة لم تكن عملا عشوائيا، بل بنيت على هيكلة دقيقة ومؤسسات منظمة، مما يبرز أن أي مشروع، صغيرا كان أو كبيرا ، يحتاج إلى الانضباط والتخطيط المسبق.  
كما اشار الى دور الشباب والطلبة، إذ كانوا العمود الفقري للثورة، ومن خلال تضحياتهم ونشاطهم السياسي والعلمي دعموا الكفاح التحريري، وهو ما يحمل شباب اليوم مسؤولية حمل المشعل نفسه لبناء جزائر قوية ومزدهرة.
 
أما الدرس الخامس فهو قيمة التضحية، فاستقلال الجزائر لم يكن هدية بل ثمرة تضحيات جسيمة ودماء زكية، ما يذكر الجيل الجديد بأن الحفاظ على الوطن مسؤولية يومية. و شدد الدكتور أيت حبوش على أهمية الوعي السياسي والثقافي، فالثورة كانت أيضا معركة فكرية ضد محاولات طمس الهوية الوطنية، وحافظ الجزائريون خلالها على لغتهم ودينهم وثقافتهم، وهو ما يجعل الوعي بالذات الحضارية ضرورة لبقاء الأمة واستمرارها.
و اختتم تصريحه قائلا” إن الوفاء لرسالة نوفمبر يكون بالعمل المخلص، وبالتمسك بالمبادئ التي حررت الوطن، وبإرادة الشباب الذي يحمل حلم الجزائر الجديدة، الجزائر التي تبنى بسواعد أبنائها وعقولهم “.  
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق