وهران
جامعة وهران 2 تستعد لإبرام ثلاث اتفاقيات لتعزيز التوظيف وتكامل التكوين مع سوق العمل

م.جميلة
تستعد جامعة وهران 2 محمد بن أحمد، عبر مركز البحث عن الشغل التابع لها، لإبرام 3 اتفاقيات استراتيجية مع كبرى المؤسسات الاقتصادية على مستوى ولاية وهران، وذلك في خطوة تهدف إلى خلق جسور حقيقية بين الجامعة وسوق العمل، وتعزيز فرص التوظيف لخريجي الجامعة من خلال توفير تكوينات ميدانية تتماشى مع متطلبات المؤسسات الاقتصادية التي تشهد تطورا متسارعا وتغيرا مستمرا في حاجياتها.
وفي تصريح خصت به “كاب ديزاد”، أوضحت الأستاذة باداش وردة، الدكتورة في قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة وهران 2، ومسؤولة مركز البحث عن الشغل، أن هذه الاتفاقيات الثلاث تمثل مرحلة جديدة في مسار الجامعة نحو ربط التكوين الأكاديمي بالواقع الاقتصادي والاجتماعي.
وقالت إن هذه الاتفاقيات تشمل مؤسسات اقتصادية كبرى تنشط في مجالات متعددة، أبرزها الصناعة، والخدمات، والطاقات المتجددة، وهي قطاعات تشهد ديناميكية كبيرة في منطقة الغرب الجزائري.
وأكدت الأستاذة باداش، أن المبادرة جاءت نتيجة المنتدى الذي نظمه المركز مؤخرا تحت شعار: “نحو تكامل فعال بين التكوين الجامعي وسوق العمل وتحدياته”، وهو فضاء تفاعلي جمع بين مسؤولي الجامعة، وممثلي المؤسسات الاقتصادية، وخبراء التشغيل، وفعاليات من المجتمع المدني. وقد مكن هذا اللقاء من تشخيص الفجوة بين التكوين الجامعي ومتطلبات التشغيل، واقتراح حلول عملية لسد هذه الفجوة من خلال التعاون والشراكة بين مختلف الأطراف.
وأشارت الأستاذة إلى أن هذه الاتفاقيات ستتضمن عدة بنود تتعلق بإعداد برامج تدريبية ميدانية للطلبة، وتنظيم ورشات عمل مشتركة، وفتح أبواب المؤسسات أمام طلبة الجامعة للقيام بتربصات تطبيقية تمكنهم من اكتساب المهارات العملية، بالإضافة إلى مساهمة المؤسسات في تحديث برامج التكوين من خلال تقديم اقتراحات تتماشى مع احتياجاتها الفعلية، وفقا لمتطلبات سوق العمل الجديدة.
تكوين ميداني… نجح في توظيف الطلبة
وفي هذا السياق، أبرزت الأستاذة باداش أن مركز البحث عن الشغل بجامعة وهران 2 ، نجح في توظيف طلبة متخرجين من مختلف التخصصات، اذ يعمل بشكل دائم على توجيه الطلبة ومرافقتهم خلال سنوات دراستهم، وليس فقط عند اقتراب موعد تخرجهم، وذلك من خلال تنظيم دورات تكوينية في إعداد السيرة الذاتية، وتطوير المهارات الشخصية ، وتقنيات المقابلة المهنية، وكل ما من شأنه أن يعزز من قابلية توظيف الطالب.
وأوضحت أن هذا التوجه يهدف إلى تجاوز النمط التقليدي للتكوين الجامعي الذي يقتصر على الجانب النظري، نحو تكوين متكامل يجمع بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي.
وأضافت أن الجامعة، من خلال هذه الاتفاقيات، تسعى أيضا إلى تفعيل دور خلية المتابعة بعد التخرج، التي تعنى بجمع البيانات حول وضعية الخريجين، ومدى اندماجهم في سوق العمل، واستثمار هذه المعلومات لتقييم جودة التكوين وتكييفه بما يخدم مصالح الطلبة والمجتمع في آن واحد.
عمل مشترك مع الوكالة الوطنية للتشغيل
من بين أبرز شركاء الجامعة في هذه االتكوينات الوكالة الوطنية للتشغيل (ANEM)، التي تساهم بخبرتها في مجال التوظيف وتوجيه الباحثين عن العمل. وفي هذا الإطار، أوضحت الأستاذة باداش أن الاتفاقية مع الوكالة الوطنية للتشغيل تهدف إلى الاستفادة من برامجها، لا سيما ورشات التوجيه المهني، ومرافقة المشاريع المصغرة، وبرامج المرافقة الخاصة بالخريجين الجدد.
اذ تسمح هذه الشراكة بتنظيم أيام إعلامية داخل الحرم الجامعي، يتعرف خلالها الطلبة على الفرص المتاحة في سوق العمل، والمجالات الواعدة، والتخصصات الأكثر طلبا ، مما يساهم في توجيه اختياراتهم الأكاديمية والمهنية بشكل أفضل. وشددت الأستاذة على أهمية تفعيل هذه الجسور المؤسساتية بما يضمن استفادة الطرفين: الجامعة من خلال تحسين مخرجاتها، والمؤسسات من خلال الحصول على كفاءات مهيأة ومؤهلة.
فتح آفاق جديدة للتعاون وتنمية الكفاءات
و اشارت نفس المسوولة الى أن المركز لا يكتفي بهذه الاتفاقيات الثلاث فقط، بل يسعى إلى توسيع شبكة شركائه لتشمل مؤسسات جديدة في مختلف القطاعات، بما فيها التكنولوجيا الحديثة، والتسويق الرقمي، واللوجستيك، وغيرها من المجالات المتنامية. وأضافت أن هناك مفاوضات متقدمة مع عدد من هذه المؤسسات بهدف عقد شراكات مستقبلية تدعم جهود الجامعة في تأهيل خريجيها وتسهيل اندماجهم المهني.
وفي هذا الإطار، اكدت الأستاذة المركز يسعى لتكثيف الجهود لتقليص معدلات البطالة.