مزاد... كاب ديزاد

اضربو يعرف مضربو…

عاد اسم الجزائر ليطغى على المشهد العام الإسباني من جديد، بعدما احتل حزب الشعب الانتخابات المحلية والإقليمية، على حساب حزب رئيس الحكومة الحالية “سانشيز”، الذي ورط الإسبان في مشكل مع الجزائر.
ويتطلع الإسبان إلى استعادة السوق الجزائرية، التي أغلقت أمام منتجاتهم، كرد على تغير موقف الحكومة الحالية، التي انقلب رئيسها “سانشيز” على القرار الدولي القاضي بحق الصحراويين في تقرير المصير، بمساندة المخزن في تعديه على قرارات الأمم المتحدة وسعيه لفرض الاستقلال الذاتي، ورفض إسبانيا تحمل مسؤوليتها السياسية اتجاه القضية الصحراوية. فقد بدأت وسائل الإعلام الإسبانية تناول العلاقات الجزائرية الإسبانية، بعرض فرضيات جديدة، في ظل فوز حزب الشعب بالانتخابات، عبر تقديمه تنازلات أمام الجزائر، أو أن هذه الأخيرة تعيد فتح باب الاستيراد أمام مواطنيها، ليعود الاقتصاد الإسباني إلى الانتعاش، بعدما عرفت 2022 خسارة تقدر ب4 مليار أورو، بسبب توقف تصدير مواد البناء على غرار الخزف، البلاط، ناهيك عن الأواني والتجهيزات المنزلية، وحتى الملابس، وتزامن ذلك مع جائحة كورونا التي خيمت على مختلف النشاطات وأعاقت تقدم بعضها.
الجزائر في علاقتها مع إسبانيا، لم تتخذ منحى العنف، ولم تتجه إلى القوة أو القطع الكلي للعلاقات مع إسبانيا، بل اتخذت سبيل الحكمة والرأي السديد، بالتعامل الندي، الأمور الرسمية والقضايا المصيرية تعالج في قالبها، بعيدا عن الشعب، لإيمانها الراسخ بالصداقة والأخوة التي تجمع الشعبين الجزائري والإسباني. فقد اتخذت القرارات الاقتصادية والتجارية التي تخدمها، دون أن تضر بمصلحة الشعب، حيث بقي التنقل بين البلدين على حاله دون تأثر، كما أنها لم تضخم المشكلة إعلاميا، ولم تقحم العلاقة الثنائية في علاقتها بالاتحاد الأوروبي، واستمرت إلى اليوم في اعتماد التعامل الثنائي مع بلدان الاتحاد الأوروبي دون الإخلال بعلاقتها بالاتحاد، وهو ما أكسبها احترام الدول الأوربية، التي رأت في سياسة الجزائر الحكمة والرأي السديد. وبعد فوز الجزائر بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، ابتداء من غرة جانفي 2024، على امتداد سنتين، اتجه الإعلام الإسباني إلى إثارة العلاقة الفاترة بين بلده والجزائر، وضرورة إعادة بعثها، لاستعادة الحركية والنشاط لاقتصادها وإنعاش تجارتها، بعدما فقدت سوقا مهمة بشمال إفريقيا، بعدما قطعت عنها مورد مهم يتعلق بتوزيعها للغاز عبر دول الاتحاد الأوروبي، انطلاقا من الجزائر مرورا بالتراب المغربي، بينما تحولت اليوم إيطاليا إلى موزع للغاز إلى أوروبا من الجزائر عبر تونس، في انتظار إنجاز خط بحري لنقل الطاقة تضم 4 فروع إلى أوروبا عبر إيطاليا من الجزائر عبر البحر. وهي الطريقة المثلى التي أصبحت الجزائر تعتمدها في علاقاتها الدولية، وجعلت الصحافة الإسبانية تتحرك لتنبه الحكومة القادمة لبلادها إلى ضرورة إعادة النظر في عديد نقاط الاختلاف مع الجزائر في طليعتها موقفها من القضية الصحراوية.
بقلم: وردة. ق 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق