مزاد... كاب ديزاد

المكيفات الهوائية… تجرح وتداوي! 

لا يكاد يخلو بيت من المكيف الهوائي، ولا يكاد يتوقف عن الاشتغال نهائيا، بسبب الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة وعدم تحمل الفرد للضغط الجوي العالي.
وبعدما تحول إلى محافظ على صلة الرحم، بعدما أصبح كل أفراد العائلة يجتمعون تحته، كسبا للبرودة، والاستمتاع بالجو المريح الذي يوفره لهم، وإن كانت الهواتف الذكية تجعلهم غرباء وهم مجتمعين حوله، فكل فرد مشغول بهاتفه، حتى أنه يخيل للرائي بأنه أمام مجموعة مجانين، واحد يضحك وحده، والآخر يتحدث، وآخر يتألم وهو مركز على شاشة الهاتف، دون أن يكون رابط يجمعهم في هذه الحركات العفوية، لأن كل واحد يضبط هاتفه على تطبيق يلائم رغبته. وتمر الساعات وهم مستلقين تحت المكيف الهوائي دون شعور بأذاه غير المرئي.
وبعد الابتعاد عنه والخروج إلى الشارع، يبدأ الجميع يشتكي من الشعور برضوض في الجسد، أوجاع في الرأس، نزلات برد بعد استحمامه وخروجه إلى الشارع مباشرة…، وتشتكي النساء من التعب المستمر حتى بدون بذل جهد… كلها أعراض يؤكد المختصون أن سببها الرئيسي هو التعرض المياشر للمكيف الهوائي، ودرجة البرودة التي يتم ضبطها من طرف مستعمليه. كما أن جل من يستعمل المكيف الهوائي لا يعلم أن تشغيله يجعل الهواء يجف، فلا يصاحب تشغيله بوضع إناء فيه الماء لخلق توازن للهواء. وملء الإناء كلما نقص حجم الماء به، وهي في نفس الوقت تجربة، ليفهم مستعمله أن المكيف الهوائي يجعل الماء يترشح من الجسد، وبالتالي يؤدي إلى الشعور بالرضوض.
فمهما كانت التكنولوجيا مفيدة وذات مزايا في حياتنا تبقى لها نقائص أو أخطار على مستعملها إذا تجاوز نسبة معينة من استعمالها، بينما تبقى المكيفات الطبيعية التي كانت قديما هي الأفضل للفرد، عندما كان الناس يفرشون تحت الأشجار ويستلقون تحت ظلالها، فكانت مورد طعام وراحة، إضافة إلى الرائحة الزكية المنبعثة منها، فلا يخلو فناء بيت من شجر الكروم والتين والليمون.
ويبقى التطور التكنولوجي والعصرنة تلقي بظلالها على كل ماهو طبيعي، حتى أضحى المكيف الهوائي في هذا الفصل الحار أكثر طلبا ورغبة واهتماما والأقرب إلى الفرد من عائلته.
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق