مزاد... كاب ديزاد
التشجير… استعادة الحياة من جديد

مع ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات الحاصلة على وجه الكرة الأرضية، وخطر ما يجري من مفاجآت مناخية، أصبح الإنسان مهددا على الكرة الأرضية، التي سجلت أعلى درجات حرارة مناخها منذ آلاف السنين.
ولأن الإنسان خلق باحثا عن الجديد، فقد استغل المواد الطبيعية بشكل موحش، أثر على الحياة الطبيعية وجعلها تحيا أتعس فتراتها، في ظل الاحتباس الحراري بفعل كثرة التفجيرات المختلفة، المصانع المتنوعة وما تخلفه من دخان، استهلاك الموارد المائية بطريقة فظيعة …، اعتداء البشر على المساحات الخضراء وتحويلها إلى إسمنت، قضى على التوازن البيئي، بعدما تم تغطية معظم الأودية وإقامة مشاريع سكنية، أدت إلى في فيضانات أتت على الأخضر واليابس، وبقدوم فصل الصيف اشتدت الحرارة، وزادها تهور الإنسان فاندلعت الحرائق، التهمت الغابات والبشر، لم تخمد إلا بشق الأنفس.
يتفاعل جميعنا مع ما يحدث من كوارث تقضي على الحياة وتخل بتوازن الطبيعة، لكن قليل منا من يهتم بإعادة تهيئة الطبيعة ودراسة ما يحدث والأسباب، لتفاديها مستقبلا، وقلة قليلة من المهتمين الذين يقومون بتنفيذ مشاريع ميدانية من شأنها إعادة التوازن إلى الطبيعة، في مقدمتها “التشجير”.
لا يمكن أن تكون خطوة نحو مستقبل مزدهر إذا لم تكن الطبيعة حية، منتعشة. لكن أن تتبنى الدولة وحدها حملات التشجير، فهذا غير ممكن، بل التشجير لا يعني فقط أشجار في مساحات كبرى، أو مناطق صحراوية، بل خلق المساحات الخضراء يجب أن يكون أمام كل بيت، وفي كل حي، ولا يمكن أن تكون أشجار كبيرة فقط، بل نباتات وشجيرات أزهار وورود، على أن تكون تتحمل العطش، وذات أوراق كثيفة لا تتساقط بسرعة.
وتبقى عملية التشجير “ثقافة” راسخة في ذهن الفرد من الصغر، ليتربى على فكرة الحفاظ على الاخضرار ومواصلته، ولاستعادة اخضرار الجزائر، يفترض أن يشارك في غرس النباتات الأطفال، ليحافظوا عليها ويهتموا بها ويتسابقون لجعل المساحات الخاصة بهم خضراء.
فهل ستكون عملية “التشجير” تحدي الجزائريين، ليحافظوا على مستقبل البيئة والمحيط للأجيال القادمة وضمان لحياة الطبيعة نباتات وحيوانات؟!
بقلم: وردة. ق