مزاد... كاب ديزاد
طوفان الأقصى يجرف المطبعين

بقلم وردة. ق
غزت صور الأسرى والقتلى من الإسرائيليين وسائل التواصل الاجتماعي، وغطت أخبار عملية “طوفان الأقصى” على كل أخبار العالم عبر وسائل الإعلام الثقيل والخفيف، وهي تنقل انبهار العالم بما قام به أحفاد الشيخ “أحمد ياسين”، وهم يحولون قطاع “غزة” إلى مقبرة للغزاة، بعدما أسروا أكثر من 300 إسرائيليا من بينهم ضباط سامين، على غرار الضابط الذي ظهر وهو مقتاد بلباسه الداخلي فقط، لأنه اختطف من سرير نومه، من طرف عناصر كتائب عزالدين القسام، إلى جانب مقتل أكثر من 350 شخصا آخرين واختفاء المئات، وفرار الآلاف من منازلهم في أقل من 24 ساعة.
تسارعت البيانات الدولية لتكشف نية كل دولة اتجاه القضية، فاتجهت الدول المناصرة للقضية الفلسطينية لإصدار بيانات تؤكد دعمها لفلسطين ولحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، على غرار الجزائر التي دعت المجتمع الدولي لنصرة الفلسطينيين وحمايتهم من الآلة العسكرية الإسرائيلية، التي تحرمهم من أبسط حقوق العيش وتخرجهم إلى الخلاء وتستولي على سكناتهم وأراضيهم، دون الانصياع للأعراف والقوانين والقرارات الدولية والأممية، كما أعربت عن دعمها اللامشروط للفلسطينيين، تونس وهي تعبر عن موقفها من الأحداث التاريخية التي يصنعها الفلسطينيون، أكدت أنها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. بينما فاجأت الدولة التي ترأس مؤسسة الأقصى، وهي تصف الإبداع الثوري الغزاوي ب”الإرهاب”، وملك المهلكة المغربية يعزي نظيره “نتانياهو”، ووسائل إعلام عربي لم تستطع وصف موتى الفلسطينيين ب”الشهداء والشهيد”، وتختار ألفاظها بعناية وهي تتحدث عن الخسائر البشرية والمادية الإسرائيلية.
السيطرة البرية، البحرية والجوية الغزاوية على مستوطنات الاحتلال، كشفت بالمفضوح هشاشة الكيان وورقيته، وأنه مجرد هلام يستغبى الحكام العرب ويكشف لهم فضاحة تطبيعهم مع كيان وهمي، لا أساس له، وأن القبة الحديدية ليست سوى قبة كلامية، لا وجود لها في الواقع، واستخباراته لا وجود لعناصرها وسط الفلسطينيين العاشقين للقدس وإقامة فلسطين حرة، ومواصلة أحفاد الشيخ “أحمد ياسين” لعمليات المداهمة إلى اللحظة لأكثر من 14 ساعة، دون الالتفات إلى الدعوات التي يسوقها المطبعون للتوقف عن تقتيل الإسرائليين، في خطوة مخجلة ومهينة لأنظمة تدعي دفاعها عن القدس وتوهم غيرها بالدفاع عن القضية الفلسطينية.
أما حان الوقت ليفهم المطبع أن الغرب لم يتحرك يوما لوقف التقتيل والتهجير اللذان يتعرض لهما الشعب الفلسطيني قهرا واحتلالا، بينما صاح الغرب مناديا بوقف “طوفان غزة” لأنه خلف مقتل اسرائيليين، فيعلم أنه ينتمي إلى طرف عربي، وعالم إسلامي ينادي بتحرير فلسطين واستعادة القدس.
شكرا كتائب القسام فقد أعدتم القضية الجوهرية للمسلمين إلى الواجهة، شكرا لأنكم نجحتم في شد أنظار العالم إلى غزة المحاصرة، شكرا لأنكم كشفتم للشعوب نذالة أنظمتهم وخذلان حكامهم، شكرا لأنكم كشفتهم هشاشة المحتل وغبائه وضعف عساكره.