مزاد... كاب ديزاد

نوفمبر العزة وشهداء غزة… والأرقام ؟!

بقلم  وردة. ق

تتعمد القيادة الصهيونية مواصلة التقتيل للفلسطينيين العزل يوميا ودون انقطاع، منذ 75 سنة.
وتتزايد عملية التقتيل المتعمد للشعب الفلسطيني الأعزل منذ السابع أكتوبر الماضي، في خطة مدروسة من الكيان، لأن هدفها هو القضاء على النسل الفلسطيني نهائيا وإزالة العرق العربي بفلسطين. هي خطة فاشلة، فقد سبق واعتمدتها فرنسا المجرمة في حربها بالجزائر، حينما حاول الجيش الفرنسي القضاء على ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، عندما أعلنها الجزائريون ثورة مشتعلة متواصلة إلى غاية تحقيق النصر واستقلال كل التراب الجزائري.
استمرت الثورة التحريرية الكبرى من الفاتح نوفمبر 1954 إلى غاية 5 جويلية 1962، بعد كفاح مرير، قدم فيه الجزائريون حياتهم ثمنا للاستقلال، وتجاوز شهداؤهم المليون ونصف المليون شهيد على مدار سبع سنوات ونصف. فتحولت ثورة التحرير الكبرى إلى ملحمة سند وقدوة ومثال للشعوب التي ترفض الاستعمار، وتسعى لتحقيق نصرها الحقيقي، وأصبحت تدرس بكليات التاريخ في أعتى الجامعات العالمية.
الفلسطينيون يسيرون اليوم على خطى مجاهدي الجزائر، فهم يعولون على أنفسهم، ويستقبلون مساعدات أصدقائهم وإخوانهم، ويضعون قائمة مفتوحة للشهداء، رغم الآلة العسكرية الوحشية التي تتعمد قتل الاطفال والنساء، في محاولة القضاء على كل بشر فلسطيني، إلا أن الرحم الفلسطيني لا يتوقف عن الولادة، والفلسطيني الصغير يولد وعقيدته انتصاره لدينه وقدسه وفلسطينه، وفي يده الحجارة كأضعف سلاح يناضل به ضد آخر الأسلحة المتطورة لدى الكيان. هذا الأخير الذي يعمل على تكديس الشهداء الفلسطينيين، حتى يصعب إحصاءهم وتسجيل أسماءهم في قوائم الشهداء، وعوض أن يتداول أسماءهم، يتحول ذكرهم إلى مجرد رقم في قائمة الوفيات، في ظل الخسائر المادية الكبيرة التي تخلفها عمليات القصف للمؤسسات الخدماتية على غرار المستشفيات، وقلة التجهيزات الطبية لمعالجة المصابين، وشح غرف حفظ الجثث، مما يفرض تسريع دفنهم، تجنبا لتحلل الجثث.
ذكاء الفلسطينيين جعلهم يبتكرون عملية جديدة وفريدة لم تحصل فس الحروب سابقا، ليعززوا مرة أخرى غباء وجهل الكيان، باللجوء إلى وشم أسمائهم وأسماء اطفالهم على أجسادهم، حتى يسهل التعرف عليهم عند استشهادهم، فسقط تذاكي المحتل مرة أخرى، وانكشفت العملية الإجرامية للعالم، وبدأ ثقة المجتمع الدولي فيه تتراجع، ودعم ونصرة الفلسطينيين والمقاومة تتصاعد وتتعزز، لأن الحق مع صاحب الأرض لا مغتصبها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق