وهران
سرقة صناديق النحل تهدد النحالين في وهران و رئيس جمعية شفيع الله يكشف عن تسجيل 50 حالة سرقة سنويا

جميلة.م
تشكل سرقة صناديق النحل هاجسا كبيرا لدى مربي النحل في ولاية وهران، حيث أصبحت هذه الظاهرة تؤرق النحالين وتؤثر سلبا على نشاطهم الانتاجي والاقتصادي.
و في تصريح للسيد بن عمر شفيع الله، رئيس جمعية شفيع الله لتربية الطيور وحماية البيئة والحيوان، أن ظاهرة سرقة خلايا النحل باتت منتشرة على مستوى الغابات والمناطق الريفية.
و كشف في ذات السياق، أن آخر الاحصاءات التي تتوفر عليها الجمعية، تشير إلى تسجيل 50 حالة سرقة سنويا، واوضح المتحدث ان هناك أشخاص يمارسون سرقة العسل وصناديق النحل، مستغلين غياب الرقابة وصعوبة الوصول الى بعض اماكن تربية النحل.
و أضاف،
أن تربية النحل احد الانشطة الحيوية في وهران، لكنها مهددة اليوم بسبب عوامل متعددة، على راسها السرقة والاستعمال العشوائي للمواد السامة، ما يتطلب استجابة عاجلة لحماية هذا القطاع الحيوي.
كما نبه شفيع الله الى ان صناديق تربية الملكات وانتاج الغذاء الملكي وانتاج الذكور تعتبر من التجهيزات الحساسة والمكلفة، مما يجعلها هدفا رئيسيا للصوص.
في كثير من الحالات، يقوم اللصوص ببيع ما يسرقونه في أسواق موازية دون رقيب، ما يعقد من مهمة استرجاع الممتلكات المسروقة او تتبع مصدرها.
وأكد النحالون ان غياب قوانين رادعة وضعف الرقابة في الاحياء الريفية والغابات يسهل استمرار هذه السلوكات ويشجع على التعدي على ممتلكات الغير.
وطالب المتضررون بضرورة تدخل السلطات لوضع حد لهذه الظاهرة عبر تشديد العقوبات وتكثيف الدوريات الامنية خاصة في موسم جني العسل.
بحيث أن الأضرار لا تقتصر فقط على السرقات، بل تتعداها الى مشاكل اخرى، من بينها الاستعمال المفرط للمبيدات الحشرية والمواد الكيماوية في المحيط الزراعي، مما يؤدي الى نفوق اعداد كبيرة من النحل.
تسهيل اجراءات منح البطاقة التقنية للمربين الحل الأمثل لمحاربة الظاهرة
و من جهته كشف الأستاذ “بن عياد الناصر”، أستاذ بالتكوين المهني ورئيس فرع تربية وحماية النحل بالجمعية المحلية، وعضو في الشركة الوطنية لتدريب وتعليم النحالين في الجزائر، عن قلق كبير يسود أوساط مربي النحل، خاصة في ولايات الغرب الجزائري، بسبب تفشي ظاهرة سرقة خلايا النحل.
وأوضح الأستاذ بن عياد أن هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على ولاية وهران فحسب، بل امتدت لتشمل العديد من الولايات الغربية، مشيرا إلى أن الجمعية تتلقى بشكل دوري شكاوى من مربي النحل الذين يتعرضون لخسائر فادحة جراء هذه السرقات المتكررة.
وأضاف أن الحل الأمثل لمحاربة هذه الظاهرة يتمثل في تسهيل إجراءات منح البطاقة التقنية للمربين، والتي تتضمن رقما تقنيا خاصا بكل خلية أو صندوق نحل، مما يسمح بتتبع مصدرها والتأكد من ملكيتها القانونية.
وأشار إلى أن أي شاحنة تنقل صناديق نحل دون رقم تقني أو بدون أن يكون السائق أو المالك حاملا لبطاقة مربي نحل معتمدة، يجب أن تكون محل تفتيش وشبهة، لأنها قد تكون محملة بخلايا مسروقة.
وتحدث الأستاذ، عن ضرورة تنظيم القطاع بشكل أكبر، من خلال التنسيق مع الجهات الأمنية والفلاحية لضبط النشاط وضمان حماية المربين من مثل هذه التجاوزات.
كما تطرق إلى نقطة مهمة تتعلق بجودة إنتاج العسل في الجزائر، موضحا أن تحسين السلالة الوطنية للنحل يعد خطوة ضرورية للرفع من المردودية والنوعية، مستشهدا بالتجربة السعودية في هذا المجال.