وهران

أكاديمية الوهراني تكشف عن حصيلتها 50 ملتقى وأكثر من 11 إصدار لترسيخ العلم والأدب الجزائري

جميلة. م

أثبتت أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي منذ تأسيسها بتاريخ 29 ديسمبر 2022، أنها مشروع واعد في خدمة الثقافة والمعرفة في الجزائر والعالم العربي.

الأكاديمية التي أسستها الأستاذة والباحثة سعاد بسناسي، بالشراكة مع أسماء أكاديمية مرموقة، عملت منذ انطلاقها على خلق فضاء علمي حر ومفتوح يتفاعل مع قضايا اللغة، الثقافة، والتطور التكنولوجي.

وأكدت المسؤولة الأولى عن الأكاديمية، سعاد بسناسي، في تصريح لـ “كاب ديزاد”، أن الأكاديمية تمكنت من تنظيم أكثر من 50 فعالية بين منتديات وملتقيات وطنية ودولية، حضورية وافتراضية. وأوضحت أن فكرة الأكاديمية انبثقت من الحاجة إلى فضاء مستقل يدمج بين البحث الأكاديمي والتفاعل الثقافي، وجاءت كثمرة شراكة معرفية مع أسماء جامعية بارزة على غرار البروفيسور مكي درار، عبد القادر فيدوح، ناصر سطمبول، والراحل عبد القادر شرشار.

أكثر من 40 نشاطًا متنوعًا بين مؤتمرات دولية وندوات علمية

ومن أبرز محطات الأكاديمية خلال سنة 2025، تنظيم التظاهرة الدولية “شهر الترجمة في الجزائر”، التي أصبحت تقليدًا سنويًا تحتفي من خلاله الأكاديمية باليوم العالمي للترجمة، إلى جانب تنظيم أسبوع اللغة العربية في نسختين متتاليتين احتفاء باليوم العالمي للغة الضاد، وهي تستعد حاليًا لإطلاق مشروع “شهر اللغة العربية” في خطوة تطويرية جديدة.

وأضافت بسناسي أن الأكاديمية تعزز من حضورها الدولي عبر تنظيم أكثر من 40 نشاطًا متنوعًا، شملت مؤتمرات دولية، ندوات علمية، ومحاضرات مفتوحة. كما خصص شهر رمضان الكريم لبرنامج يومي خاص ضم ندوات علمية وفكرية تناولت قضايا روحية ومعرفية تهم الباحثين والمثقفين.

8 وحدات بحثية و11 إصدارًا علميًا

تضم الأكاديمية 8 وحدات بحثية متخصصة تغطي مجالات علمية وإنسانية متعددة، منها: اللسانيات وتعليمية اللغات، الترجمة واللغات، الدراسات الثقافية والهوية، الفنون، السرديات والشعر، التنويع الاقتصادي، الأسرة والتعليم، الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى وحدة الإعلام والاتصال، ما يعكس سعي الأكاديمية إلى احتضان مشاريع بحثية متنوعة الرؤى والمجالات.

أما في مجال النشر، فقد أصدرت الأكاديمية 11 كتابًا، فيما توجد 5 كتب أخرى قيد الطباعة. وقد تمت طباعة معظم الإصدارات في القاهرة، بينما طُبع ديوان شعري جماعي مهداة لغزة في فلسطين، وكتاب الذكاء الاصطناعي وكتاب “طوفان الأقصى” في تركيا.

ومن أبرز مشاريع النشر أطلقت الأكاديمية مشروع “سيرة أثيل”، وهو كتاب جماعي يُخصص في كل عدد لإحدى الشخصيات الجزائرية الراحلة. وقد خُصص العدد الأول للعلامة عبد المالك مرتاض، وهو حاليًا قيد الطباعة بالقاهرة.

إشعاع وطني وآفاق دولية

أكدت الأستاذة بسناسي أن الأكاديمية تلتزم بقانون داخلي صارم يسير عملها، وتضم في عضويتها نخبة من الأساتذة الجامعيين من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب أعضاء شرفيين من عدة دول عربية وآسيوية، منها: الكويت، العراق، لبنان، مصر، إندونيسيا، ماليزيا، والسعودية، ما يعزز طموحها للتحول إلى فضاء معرفي دولي.

وتسعى الأكاديمية حاليًا إلى الإشراف على الطبعة الثانية من تظاهرة “شهر الترجمة في الجزائر”، وإطلاق الطبعة الأولى من “شهر اللغة العربية”، مع طبع البحوث العلمية الناتجة عن مختلف المؤتمرات والندوات. كما تطمح مستقبلاً إلى الترقية إلى مؤسسة وطنية معترف بها رسميًا، وفتح آفاق التعاون الدولي.

وتهدف الأكاديمية إلى أن تكون مرآة للثقافة الجزائرية وواجهة للتعريف بالأدب والعلم الجزائري في الداخل والخارج، من خلال ربط البحث العلمي بالقضايا الراهنة، لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مع الحفاظ على الجوانب الإنسانية والتراثية التي تميز المجتمع الجزائري.

وبفضل رؤية مؤسسيها، وانخراط كفاءات علمية ملتزمة، استطاعت أكاديمية الوهراني في فترة وجيزة أن تبرز كأحد الفضاءات الثقافية والعلمية الجديدة في الجزائر، ووجهة للباحثين والمفكرين الطامحين إلى فضاء علمي حر يجمع بين الجدية والانفتاح.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق