مزاد... كاب ديزاد
لكن ….. ماذا لو…. ؟!

وردة. ق
غادر المنتخب الوطني أرضية الملعب تحت غضب الجمهور، لم يشفع لهم ما قدموه سابقا، نادمين على إهدارهم الفرص أمام المرابطين، واستسهالهم للخصم واحتقار طريقة لعبه.
الجمهور في الملعب الإيفواري وبالجزائر دعا مباشرة المدرب “جمال بلماضي” إلى الرحيل، بعدما كانوا يسمونه “وزير السعادة”، وكان سببا في إسعادهم عام 2019 عندما جلب لهم “الكحلوشة” من مصر، عقب سنوات عجاف. الجمهور لم يتساهل مع طريقة لعب المنتخب منذ مدة، حتى الأوفياء والمدافعين عن “بلماضي”، لم يعودوا يقبلون به، وبعد الإقصاء المهين والخروج المذل للخضر، توجه الجمهور الجزائري إلى الفريق الخصم، وبدأ في تهنئة “المرابطين” بالفوز، لأنهم استماتوا على أرضية الميدان ولعبوا بحرارة التحدي لإثبات وجودهم، فكان لهم النصر.
ما ذكر سابقا، يكشف أن الجزائري لا يتهاون مع من يتلاعب بعواطفه، ولا يتسامح مع من يخون ثقته، ولا يتنكر لمن يحترمه ولا يخذله أبدا، لكن ماذا لو كان ذلك الجزائري الذي يبكي بحرقة إذا انهزم فريق كرة القدم، ويعيش النشوة حين ينتصر، ويتابع مقابلات المنتخب الوطني بروح قتالية عالية، وكأنه يحارب على الميدان وليست لعبة لا تتجاوز 90 دقيقة من المشاعر الممزوجة المتوهجة. فهو وقتها لا يرى اللاعب الفلاني أو غيره، بل يرى الفريق وطنا، لا يمكنه الانهزام أو التراجع، وهي خصوصية يتميز بها الجزائريون فقط، لأن انهزام فريقه قد يشنجه لأيام ويرهقه لأسابيع.
لكن ماذا لو، كان ذلك المشجع والمتفرج الجزائري على لعب المنتخب الوطني، يتابع ويناقش وينصح ويساند ويساهم في بعث التنمية بمنطقة سكنه، فلا يرمي النفايات المنزلية في الشارع، بل يضعها في المكان المخصص لها، وينظف حيه، ويغرس الورود والأشجار، لينتفع بظلها أيام الصيف أولاده عندما يلعبون في الشارع، ينهى عن المنكر، يضغط على المنتخَب ليقوم بدوره كما يجب، لأنه من انتخبه وعلين محاسبته عندما يتخلف عن تنفيذ الوعود التي تقدم بها، في حملته الانتخابية، ولا يخلق الأزمات في المواد الغذائية، فيكتفي بشراء حاجته الحقيقية فقط، لا يشتري بالزيادة، حتى لا يخلق الندرة، فترتفع الأسعار وتختفي السلع من السوق، ويحترم الميزان، فلا يغش في عملية البيع، ولا يرفع الأسعار إلى أكثر من نصف سعر المنتوج الحقيقي، ولا يمزق الكراسي وهو راكب في وسائل النقل، ولا يكتفي بمشاهدة الشباب والمراهقين وهم ينحرفون بالشارع، ويتاجرون ويستهلكون الممنوعات، فيتدخل بالنصيحة لهم وأوليائهم، وحتى إعلام مصالح الأمن، لكبح انتشار الجريمة والجريمة المنظمة، ويعمد إلى نصح الشباب بضرورة تحمل مسؤولياتهم والقيام بدورهم في المجتمع، والعمل في كل ما يجلب أجرا ويكون حلالا….
سيصبح المجتمع متماسكا، وتدفع عجلة التنمية وتطلق مشاريع، وتتطهر النفسية والعقلية من كل شوائب الحياة، فتعود الثقة بين المواطن والمسؤول، ويصبح كل فرد يتحمل مسؤوليته، ويقوم بدوره كاملا، وقتها تستطيع الجزائر التحضر واللحاق بركب الدول المتقدمة.
لكن… ماذا لو…………………… بقي كل ما قيل مجرد حلم