مزاد... كاب ديزاد
الإخوة الليبيون، إلى متى… ؟!

تسعى الدول الافريقية إلى بحث سبل استقرارها، واستتاب أمنها، لأن الاستقرار يدفع بشعوبها إلى الانغماس في التطور وبناء مؤسساتها.
لكن لبناء المؤسسات وتحقيق التنمية، لابد من استغلال الموارد الأولية، هذه الأخيرة التي تنام عليها بلدانهم، بيد أن الواقع غير الكلام حول مجالس القهوة والشاي. فتلك الثروات التي تختزنها افريقيا، تتجاوز ثلثي ثروات العالم، لكن من ينظر إلى افريقيا يجدها أتعس القارات، وشعوبها أفقر شعوب العالم، تنخرهم الأمراض وتقتلهم المجاعة، في الوقت الذي يستعبدهم الغرب، ويستغلهم ليستخرج ثرواتهم، ويوجهها إلى بلدانه، لتطويرها وتنميتها، وتوفير الرفاهية لشعوبه، ويحافظ على أمن واستقرار بلدانه. ولم يتوقف الغرب في عنصريته واضطهاده لمن هم ليسوا منه، عند استغلال ثرواتهم وسحقهم فقط، بل تعداه إلى رفض وجودهم بأراضيه، فهو يحاربهم في كل الأماكن، ماعدا الأشخاص الذين يملكون عقلا مدبرا، مفكرا، مبدعا، يزيد من تطورهم ويقوي تنميتهم، فهو يطارد اللاجئين والمهاجرين (الحراقة)، دون أن يلتفت لحقوق الإنسان في الحياة، وحريته في التنقل والعيش أينما وجد راحته.
الباحث عن أسباب الهجرة غير الشرعية والفقر والمجاعة والأمراض، يصل إلى نتيجة حتمية، رغبة الغرب في تنويم الأفارقة، للاستمرار في استغلالهم دفعته إلى إشعال الفوضى بالبلدان الافريقية، وخلق أطراف داخلية معادية لبلدانها، بعدما استسلموا للخيانة، وأغرق معظم حكام افريقيا في الفساد، فباعوا ضمائرهم، و خانوا ثقة شعوبهم، من أجل رضا الغرب عليهم ومساندتهم للبقاء في السلطة، فسقطت دول كانت لتكون رائدة، وفي هذا المقام نذكر “ليبيا” الشقيقة.
ليبيا التي لازالت مضرجة في دماء أبنائها الذين سقطوا في 2011، وشظايا التدخل الأجنبي، التي لازالت تغرز إلى اليوم سكاكين التفرقة والعنصرية، وتسعى لتقطيع وتجزئة الوحدة الترابية، بينما تواصل الشركات الأجنبية سرقتها للموارد الطبيعية الليبية، دون حسيب أو رقيب، مقابل تمزق الليبيين وتشتتهم، عوض العمل على تجاوز الخلافات الداخلية، والالتفاف حول مشروع وحدة الشعب والأرض، بتحمل المسؤولية كاملة، دون السماح لأي كان، غير ليبي بالتدخل، فالمشكل الليبي يعلمه الليبيون، ولأنهم يعرفون جوهرهم، فحله بين يديهم.
ماذا استفادوا من حرب أهلية؟ ماذا جلبت لهم الميليشيات معها؟ ما الذي أضافه المرتزقة لهم؟ ماذا حققت لهم الدول التي تخترقهم وتصول وتجول دون ردع أو خوف؟ هل تطورت ليبيا بالفوضى ؟ هل حققت الاستقرار بالتشاحن والانقسامات السياسية… ؟
قطعا، لم تحقق شيء، فهل سيستقيظ الليبيون ويحسمون أمرهم، ويعقدون القطيعة مع الفوضى، التدخلات الأجنبية، الميليشيات، المرتزقة….؟ وينطلقون في بناء دولة ليبيا الحرة ذات سيادة وشرعية وطنية ودولية، ويكون ذلك بإنجاح المؤتمر الجامع أفريل القادم؟!
وردة. ق