مزاد... كاب ديزاد

الجزائر تلقن مجلس الأمن مبادئ الإنسانية

ما قامت به الجزائر خلال الأسبوع بمجلس الأمن حول العدوان الصهيوني على غزة، عرا العالم، وأسقط آخر ورقة توت كانت تغطي عورة الغرب المتشدق بالشعارات الجوفاء المنادية بحقوق الإنسان وحرية التعبير والحريات العامة والممارسة الديمقراطية.

الجزائر لقنت مجلس الأمن درسا في الإنسانية، وهي تدعو كل الدول إلى اختيار أيا من صفحات التاريخ ترغب، وقامت بكل مجهودها وهي تتبوأ منصب عضو غير دائم بمجلس الأمن، فقد شحنت كل الدول وجمعتها حول مشروع قرار إجبار الكيان الصهيوني على الوقف الفوري لإطلاق النار بغزة، ليتم تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع الفلسطينيين الذين يتعرضون إلى إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم، وبدعم غربي علني. الجزائر بموقفها ومشروعها أجبرت الدول الأعضاء بمجلس الأمن إلى اختيار موقف علني ورسمي اتجاه ما يجري بالقطاع، وبعد أن أقنعت الجزائر العالم بالأدلة والحجج الدامغة، التي تثبت جرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان في حق الفلسطينيين، أخرجت أمريكا “الفكر الصهيوني” الذي داخلها، وهي تصوت ضد المشروع الجزائر، مفضلة أن يستمر التقتيل ضد الفلسطينيين والمهم لها أن لا ينزعج الكيان منها. وهو ما يؤكد أن الحق بجانب الذي له انتماء غربي، والبقية إلى الجحيم، والتاريخ يتكرر، فقد قُتل قادة عرب باسم العدالة وتحقيق التنمية والرفاهية لشعوبهم، وأصدرت الهيئات الأممية قرارات ضد قادة من العالم الثالث بدعوى ارتكابهم جرائم في حق شعوبهم، لكنها لم تتجرأ يوما لتفكر في محاكمة قادة أوروبيين وأمريكيين كانوا سببا في تدمير بلدان وتشريد شعوب، ونهبت ثرواتهم، على غرار العراق، سوريا، لبنان، ليبيا وفلسطين… ومازال الأمر مستمر إلى اليوم. فالجزائر أثبتت للعالم أن ما يردد من شعارات وما يحدث على أرض الواقع، يؤكد أن البقاء للأقوى وأن القوة هي العدالة والامكانيات المتطورة هي القاضي، ولا علاقة للأخلاق والإنسانية في هذا العالم.
فيكفي فخرا أن الجزائر أثبتت أن الإنسانية والمبادئ الشريفة “عملة نادرة” ليست ملكا للقوي، بل هي ملك من يدافع عن شرف الإنسانية ويحترم حقوق الإنسان، ويقف إلى جانب الحق مهمة كان مركز وقوة “الظالم الحقار”، وكشفت أن “مجلس الأمن” ليس سوى جهازا بيد الأقوى، يعمل تحت إمرته.
وردة. ق 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق