مزاد... كاب ديزاد

متى تكون جرائم القتل خطر على أمن البشر؟ 

تنشر وسائل الإعلام الغربية يوميا جرائم قتل مريعة، تسجلها السلطات الأمنية، وجلها تتم بأسلحة نارية، ضحاياها غالبا تلاميذ مدارس، عزل يتسوقون، أناس يرتشفون القهوة أو يتناولون الطعام بالمطاعم….
غالبا ما يتم قتل الجاني في عين المكان، وإذا حدث وأن أبقي حيا، يتم تشخيصه على أنه مضطرب نفسيا، أو متعصبا خاصة في الحالات التي يكون فيها الضحايا من افريقيا أو العرب أو المسلمين أو العالم الثالث، وتؤكد المصالح الأمنية أن الحادث كان عارضا، وتصنف على أنها حادثا معزولا، بينما يخرج المسؤول الأول في البلد مثلما هو الحال بأمريكا ويشجب العملية، ويدعو إلى الحد من امتلاك الأسلحة، في حين يتم تناول جريمة القتل إعلاميا كحادث مرور. وعند تناول نفس الخبر بوسائل الإعلام في العالم الثالث لاسيما العالم العربي، فإنه لا يعدو أن يأخذ مساحة صغيرة في الجريدة وغالبا في الصفحة الأخيرة، بينما يشار إليه لثواني معدودة دون تحليل أو تعليق أو تعقيد.
في المقابل، عند حدوث جريمة قتل بالسلاح في العالم الثالث، وتصيب أجنبيا من الغرب، تحول وسائل الإعلام كل تركيزها إلى الحادث، وتتحرك السلطات الرسمية، وتصدر بيانات التنديد، وتشكل طاولات تحليل، وحتى خلايا أزمة ويحدث أن تفتح الدولة التي ينتمي لها الضحايا تحقيقا مستقلا، لأنها لا تصدق غالبا ما تقوله سلطات بلد وقوع الجريمة، فتنشأ نتائج وتوجه التهم وتصدر أحكام جاهزة، وفي أغلب الأحيان شعار “معاداة السامية”، “إسلامي متطرف”….
لماذا لا تتعامل السلطات ووسائل الإعلام الغربية بنفس المستوى وطريقة التناول بين الجانبين (غرب وعالم ثالث)؟ أليس الغرب أرضية ترديد شعارات المساواة وحقوق الإنسان؟! لماذا يتم الترويج إلى أن البلد الذي تتم فيه الجريمة بالعالم الثالث أصبح يشكل خطرا على أمن رعاياهم، بينما مجرد حادث عابر ولا تأثير له على أمن وسلامة الآخرين بدولهم؟ لماذا تصبح الجريمة معاداة للسامية في بلدان العالم المتخلف وعابرة بالنسبة للدول المتقدمة؟ ألم يحن الوقت لأن تأخذ وسائل الإعلام بالعالم الثالث موضوع جرائم القتل اليومية بالغربية بمسؤولية، وتفتح ملفاتها، لمعرفة أسبابها الحقيقية ومجريات تحقيقاتها،؟ متى تتخلى عن فكرة جريمة القتل بإحدى الولايات الأمريكية، أو مدينة أوروبية لا فائدة من تسليط الضوء عليها، لأنها بعيدة عن العالم الثالث؟ لتصبح ممارسة حرية التعبير أوسع وتظهر لدول الغرب الحقوقية بشكل أوضح، وتمارس المساواة والتعايش في نفس العالم بمصداقية.
إلى متى تبقى جرائم القتل تتكرر بينما تصبح طريقة تناول موضوعها مختلة بين العالمين المتقدم والمتخلف، بينما الضحية هو نفس الإنسان أينما كان موقعه ؟
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق