مزاد... كاب ديزاد

ألا تخجلوا من فضيحتكم… ؟

نعيش في زمن متطور جدا، تتغير فيه المعطيات بسرعة وتتسارع فيه المعلومات بدقة، في الوقت الذي يسارع العقل البشري لمجاراة ما يحدث من تطور، لاسيما في نقل الأحداث وسرعة بثها دون إعطاء فرصة لتعديلها أو إلغائها، بعدما أصبحت التكنولوجيا الرقمية تفرض ذاتها.

وفي هذا الإطار، تعتبر القضية الفلسطينية مرجعا حقيقيا لحقيقة مواقف الدول والقوى العظمى، التي أصبحت الطاغية على المشهد الإعلامي، السياسي، الاقتصادي، العسكري وحتى الثقافي والتعليمي، بعدما أصبح “البث المباشر” المعروف ب”اللايف” أسهل وأسرع تقنية يعتمدها الطلبة والتنظيمات والتجمعات لإعلان استنكارهم لازدواجية المواقف التي أصبحت تتلاعب بها حكوماتهم، في محاولة منها التغطية على فضائحها المرتكبة يوميا، والتي لا يتوانى الاحتلال الصهيوني في كشفها من خلال مواصلته للجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، ومحاولة إبادته عن بكرة أبيه، باستعمال الأسلحة الفتاكة التي يتسلمها بصفة عادية من طرف قوى الغرب لاسيما أمريكا وبريطانيا، في الوقت الذي تقف شاحنات المساعدات الإنسانية في طوابير غير منتهية أمام معبرة رفح منذ أشهر، تنتظر السماح لها بالدخول من قبل الصهاينة، لتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني المعزول عن العالم، والذي يتعرض لحرب مجاعة مفتعلة من طرف الكيان.
والأمرّ في الأمر أن الطلبة الجامعيين وهم أكثر حلقة مؤثرة في المجتمع، يضغطون ويواصلون ضغطهم بالجامعات الغربية لوقف المساعدات المتجهة للكيان الغاصب، ونصرة فلسطين، يتعرضون للقمع اليومي من طرف الشرطة، بيد أنهم يواصلون إصرارهم، فاضحين سخافة الشعارات الحقوقية الكاذبة والمبتذلة من طرف حكومات بلدانهم، في وقت يخرج زعماؤهم بكل وقاحة واستفزاز للعقل البشري معلنين تدخلهم السافر في شؤون داخلية لبلدان ذات سيادة رسمية ويسيرون شؤون بلدانهم وفق دساتيرهم وقوانينهم وأعرافهم الخاصة، عاجزة عن إنصاف شعب فلسطين الذي تعلم علم اليقين أنها كانت مساهمة في سرقة واغتصاب أرضه ومنحها للكيان الصهيوني الذي عاث فيها فسادا.
أفلا تخجلون من فضائحكم؟
وردة. ق 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق