مزاد... كاب ديزاد

المهاجرون… الشوكة في حلق اليمين

يتواصل الصراع اليميني بفرنسا ويزداد مستقبله تعقيدا، بعد فوز اليمين بالبرلمان الأوروبي.
يراهن اليمين الفرنسي على المهاجرين واللاجئين خلال الانتخابات القادمة، وفي قراراته التي لا يتنازل ولا يناقش بشأنها، أن لا رجوع عن طردهم وإرجاعهم إلى بلدانهم الأصلية، لأنهم السبب حسب _اليمين المتطرف_ في الأوضاع المتردية التي تعيشها فرنسا والاتحاد الأوروبي، لكن ما يحاول اليمين “الغيب”، تجنب الخوض فيه، أن المهاجرين واللاجئين هم العمود الفقري للاقتصاد الفرنسي والأوروبي، والنخبة من المهاجرين واللاجئين يسيرون أهم المؤسسات، حتى مفاصل الدولة، وطردهم سيكون السبب المباشر لانهيار الاقتصاد وتهلهل باقي القطاعات. وفي جانب مقابل، تربط فرنسا معاهدات واتفاقيات دولية تتعلق بحماية المعارضين واللاجئين وحقوق الإنسان، وهو ما يجعلها تشتغل لسنوات طويلة حتى تتخلص منها لأنها معقدة وصعبة المنال. ولأن “إيمانويل ماكرون” يعلم هذا جيدا، سارع لحل البرلمان، لأن وعود اليمين لن تتحقق وأهدافه لن تبلغ وإن نجح في كسب الانتخابات، مما يجعل فشله ذريعا وسقوطه مدويا، حتى وإن كان “ماكرون” لن يترشح.

وتدور الدائرة ويسقط الغرب في شر أعماله، في الوقت الذي يناقش مسألة التخلص من المهاجرين واللاجئين، يبقى مستقبله مرهون بأصواتهم التي تربح الكفة لمن يراه متعاونا معهم، ولسان حالهم يقول: “أيديكم أوكت وأفواهكم نفخت”، وبمعنى أدق استعمرتم بلداننا وأفقرتمونا وعدنا لنقرر مصيركم وأصبح مستقبلكم مرهون بطريقة تفكيرنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق