مزاد... كاب ديزاد

كشف بشاعة فرنسا … خطوة برلمانية تاريخية

م/ر

نصّب المجلس الشعبي الوطني لجنة خاصة لصياغة مقترح قانون تجريم الاستعمار الفرنسي ، تتشكل من نواب من مختلف الكتل ، و هي خطوة برلمانية تاريخية ، ستضح فرنسا أمام حتمية معاقبتها على جرائم إبادة و تقتيل و تعذيب و تنكيل في حق شعب أعزل.

و سيثبت هذا القانون مسؤولية فرنسا حيال جرائم حرب ارتكبتها ، تستحق العقاب و الحساب ، و هو وقوف الندّ للندّ في وجه فرنسا البشعة المستعمرة ، كما أنه مسعى لنيل اعترافها بما اقترفته و بما عاناه الشعب الجزائري من بشاعة الاستعمار طيلة 132 سنة.

و سيواجه القانون فرنسا بحقيقتها البشعة ، في الوقت الذي تحاول فيه أطراف سياسية فرنسية تلميع صورتها و تبييضها و تغطية الجرائم ، في مقابل انكشاف حقيقتها المقرفة من يوم لآخر.

هو رد فعل على قانون تمجيد الاستعمار ، و طمس الحقيقة من قبل يمين متطرف مزعج ، و هو يكشف جرائم استعمارية بشعة، كما أنه يعكس التزام الجزائر بمسألة الذاكرة الوطنية و الدفاع عنها .

المجلس الشعبي الوطني و من خلال صياغة قانون يجرم الاستعمار الفرنسي ، سيكرم الذاكرة ، ذاكرة أجيال تعاقبت من جيل دافع بنفسه و نفيسه من أجل وطن حر مستقل إلى جيل ملتف حول جزائره كالبنيان المرصوص.

القانون سيجرم جرائم الاستعمار الفرنسي الذي يستحق الحساب و العقاب ، و سيكون مثالا يقتدى به  و مرجعا لإدانة الاستعمار أينما كان وأينما حلّ و المطالبة بالاعتراف بجرائم الحرب التي تتعرض لها مختلف الشعوب ،و سيكشف جرائم فرنسا المرتكبة خلال الحقبة الاستعمارية ، و سيفضحها أمام الرأي العام الدولي، و سيجبرها الاعتراف بما اقترفته و تحمل مسؤوليتها حيال  جرائم  تقتيل و تجويع و تنكيل ، وصلت حدّ الأسلحة النووية التي لا تزال مخلفاتها شاهدة على بشاعة المستعمر الفرنسي.

و حظي مسعى المجلس الشعبي الوطني بإجماع و ترحيب من مختلف أطياف المجتمع من سياسيين و حقوقيين و مجتمع مدني و منظمات ، و رحب الكل بالتحرك البرلماني التاريخي، ما يعكس وحدة الصف حيال ملف الذاكرة الوطنية ، و هو موقف جزائري متلاحم دفاعا عنها  ، يعكس تمسك الجزائر و شعبها بالذاكرة ، و بتضحيات شهدائنا الأبرار التي لا و لم و لن نتنازل عنها ، لكونهم تعرضوا لأبشع جرائم حرب ارتكبت في حق البشر ، و هي جرائم لا تنسى و لا تمحى و لا تتقادم ، تكشف الماضي المخزي لفرنسا الذي لا يمكنها التنصل منه .

هذا الالتفاف حول الذاكرة الوطنية ، رسالة لأعداء الوطن بأن الشعب الجزائري ملتف حول وطنه و رئيسه و جيشه و لا يمكن لأي كان أن يحيده عن طريق حبّ الجزائر السيدة المنتصرة و الدفاع عليها بكل ما أوتي ، كيف لا و هي برباطة جأش جيشها و صلابة شعبها و قوة عزيمة رئيسها ، استطاعت استعادة مكانتها و قوتها الدولية و الإقليمية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق