وهران
حي البيوض بسيدي الشحمي… هنا تنتهي الحياة

يبدو حي “لبيوض”ببلدية “سيدي الشحمي” بدائرة “السانيا وهران، وكأنه بقعة تقع في آخر الكرة الأرضية بالنظر إلى الوضعية المتدهورة التي يعيش فيها سكانها.
حيث تنعدم كل معالم الحياة، فلا مؤسسات تربوية على غرار المتوسطة والثانوية، تسمح للتلاميذ بمتابعة دراستهم، ولا وسيلة نقل تخفف عنهم مشقة التنقل كيلومترات سيرا على الأقدام، لبلوغ المتوسطة والثانوية بسيدي الشحمي، لاسيما في هذا الجو الممطر والبرد القارس، وهو ما يؤثر على مردودهم العلمي ويجعل تحصيلهم ضعيف.
كما أن المرافق الصحية تتلخص في عيادة متعددة الخدمات، لا تفي بالحاجة، خاصة في ارتفاع عدد السكان وبعد المنطقة وانعدام النقل، مما يصعب على المرضى، لاسيما النساء الحوامل وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ناهيك عن تذبذب الوسائل العلاجية، التي غالبا ما تشهد نقصا لاسيما فيما يتعلق بمعدات المساعدات الأولية، ناهيك عن انعدام وجود صيدلية، تسمح للسكان باقتناء أدويتهم، مما يكلفهم عناء التنقل مسافات طويلة لجلبها. لاسيما في ظل صعوبة التنقل، التي يضيع فيها السكان معظم وقتهم، ينتظرون مركبات صغيرة لا يتجاوز عدد مقاعدها 7 يطلقون عليها اسم “الحشرات”، وتقضي وقتا طويلا أثناء السير، إضافة إلى الازدحام والفوضى والتسابق لركوبها، لضيق الوقت ورغبة الجميع في الوصول إلى وجهته في الوقت المحدد، دون التغاضي عن الوضع السيء والمهترئ للطرقات، التي أصبحت الحفر والطبات تملؤها، فتحولت إلى خطر حقيقي يهدد أمن وسلامة المركبات التي تسير عبرها.
بينما الروائح الكريهة المنبعثة من مجاري الصرف الصحي المنفجرة في عدة نقاط، حولت حياة السكان إلى معاناة، ووضعت صحتهم تحت الخطر، بفعل الحشرات اللاسعة التي تنقل الأوبئة، إلى جانب أمراض الحساسية والتنفسية التي تصيب الصغار والمرضى خاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن المساحات الفلاحية الشاسعة ب “البيوض” تحولت إلى مفرغات عشوائية، بعدما غزتها النفايات، في غياب المراقبة والمتابعة.
يذكر أن سكان “لبيوض” استنجدوا بالوالي للتدخل وضم منطقتهم إلى قائمة مناطق الظل بالولاية، حتى يتم إدراجها ضمن التكفل الاستدراكي، لتستفيد من مشاريع تنموية حقيقية، تسهل على السكان حياتهم وتعيد النفس للمنطقة.
جميلة