وهران
زاوية سيدي الحسني بوهران تحتضن ندوة وطنية بعنوان: “علوم التزكية وصون الانسجام الاجتماعي”

ح. ن
تشرف الجمعية الثقافية الطيبية سيدي الحسني، بالتنسيق مع فرقة بحث الثقافة والاتصال بولاية وهران، يوم الخميس، على تنظيم فعاليات الندوة الوطنية العلمية الموسومة بـ:
“علوم التزكية وصون الانسجام الاجتماعي: قراءة في التجارب الروحية في مواجهة التحديات القيمية المعاصرة”، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين في العلوم الاجتماعية والإسلامية.
ويُفتتح اللقاء العلمي بمداخلة للدكتور بومدين بوزيد، أستاذ بجامعة وهران وإطار سامٍ سابق، حول موضوع:
“المشيخة الفاعلة والتمزقات الاجتماعية… حضور الغزالي في الوعي الصوفي الجزائري”، وذلك بالمركز الثقافي لزاوية سيدي الحسني بوهران.
قراءة في التحديات القيمية الحديثة
تأتي هذه الندوة في سياق الواقع المجتمعي الذي بات يفرض، خلال السنوات الأخيرة، ضرورة طرح معمّق لقضايا الأزمات القيمية والاجتماعية، في ظل التحولات المتسارعة، وما نتج عنها من ظواهر مقلقة، على غرار الانفصال عن المرجعية الروحية، وانتشار السلوكيات الخطرة كتعاطي المخدرات والانغلاق النفسي والعزلة الاجتماعية.
وتطرح الندوة الوطنية علوم التزكية بوصفها منظومة تربوية وأخلاقية أصيلة في التراث الإسلامي، تهدف إلى إصلاح النفس، وبناء الفرد المتوازن، وتعزيز المناعة القيمية في مواجهة التحولات السلبية. كما تسلط الضوء على تجارب العارفين في الجزائر، التي شكلت محطات هامة في التأصيل لهذا العلم، حيث جمعت بين الفقه الروحي والانضباط الشرعي، وأرست دعائم تصوف سني معتدل لا يزال أثره بارزًا في المدرسة المغاربية.
محاور الندوة
يتناول الأساتذة والباحثون خلال الندوة جملة من المحاور، أبرزها:
• إمكانات علوم التزكية في صون الانسجام الاجتماعي وبناء الوعي الفردي والجماعي.
• دور الإعلام الحديث في تشكيل الخطاب القيمي، والحاجة إلى خطاب إعلامي رشيد داعم للقيم الروحية.
• أزمة منظومة القيم في العالم المعاصر وآثارها على المجتمع.
• قيم المحبة والتسامح في فكر الأمير عبد القادر الجزائري، تنظيرًا وتطبيقًا.
• المرجعية الوطنية وأثرها في تعزيز التوازن الروحي والمعرفي.
• دور الزوايا والمؤسسات الدينية في ترسيخ علوم التزكية وتعزيز الأمن المجتمعي.
تُسجَّل في هذه الندوة مشاركة فعّالة لعدد من المخابر الجامعية، على غرار مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (الكراسك)، إلى جانب مراكز بحث، وجمعيات ثقافية، ومؤسسات إعلامية تهتم بالشأن الديني والثقافي، بالإضافة إلى إطارات من قطاعات وزارية كالتعليم العالي، الشؤون الدينية، والثقافة.