وهران

وضع صحي يثير الاستياء: سوق شارع الأوراس يغرق مجدداً في المياه القذرة

مريم ب 

يواصل سوق شارع الأوراس، المعروف شعبياً بـ«لاباستي»، مواجهة وضع صحي مقلق بات مألوفاً لسكان وهران. ففي هذا الفضاء التجاري العريق، الذي لا يهدأ طيلة اليوم، تتدفق المياه القذرة بشكل متكرر، لتغمر جزءاً من مساحته وتحوّل حركة المتسوقين والتجار إلى مسار مليء بالعراقيل والروائح الكريهة.

عدد من الطاولات وُضعت مباشرة فوق مسار هذه المياه، في حين تم تغطية فتحة للصرف الصحي بألواح خشبية وقطع من الكرتون في محاولة لتفادي المخاطر. المشهد يُفقد السوق جاذبيته ويجعل التجول فيه مهمة شاقة، غير أنه لا يعطل وتيرة الإقبال عليه.

التجار، الذين أنهكتهم هذه الوضعية، يؤكدون أنهم غير قادرين على تعليق نشاطهم. «لا بديل أمامنا… نحن مطالبون بإعالة أسرنا»، يقول أحدهم. أما الزبائن، فقد تكيفوا تدريجياً مع هذه الظروف، وخصوصاً الموظفين والنساء العاملات في وسط المدينة، لأن سوق شارع الأوراس يظل بالنسبة للكثيرين محطة أساسية للتزود بالمستلزمات في نهاية اليوم.

ورغم أن هذا السوق التاريخي يستقطب يومياً زواراً من مختلف بلديات الولاية، إلى جانب السياح الراغبين في استكشاف أحد أبرز فضاءات وهران الشعبية، فإن وعود إعادة تهيئته ظلّت على مدى سنوات حبراً على ورق. فباستثناء بعض التدخلات المحدودة،  لم يشمل أي مشروع إصلاحي المشكلة الجوهرية المتمثلة في تدفق المياه القذرة.

ورغم كل هذه الظروف، يواصل سوق شارع الأوراس (لاباستي) أداء دوره كأحد أهم فضاءات التجارة في المدينة، شاهداً على تاريخها ونبضها الشعبي. غير أن معالجة هذا الوضع بشكل نهائي تبقى ضرورة ملحّة لضمان بيئة صحية تحفظ كرامة التجار وراحة المواطنين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق