رياضة
نادي الشبيبة الرياضية عين الترك: نموذج مشرف للرياضة الهاوية في وهران

جميلة. م
منذ تأسيسه في 26 ماي 2015، استطاع نادي الشبيبة الرياضية عين الترك أن يفرض نفسه كأحد أبرز النوادي الرياضية الهاوية بولاية وهران، بفضل ديناميكيته، وتنوع فروعه، ودوره المجتمعي الرائد في تكوين أجيال واعدة في مختلف الرياضات، خاصة الفنون القتالية.
رئيس النادي، بن عمر هواري، أوضح في حديثه لـ”كاب ديزاد” أنّ النادي، بجهود شبابية خالصة، خطا خطوات ثابتة نحو الريادة، وتحول إلى مدرسة حقيقية للرياضة والتربية، تجمع بين الأداء الرياضي والتكوين الأخلاقي داخل بلدية عين الترك.
انطلاقة متواضعة وطموحات كبيرة
عند انطلاقته، كان النادي يحتوي على فرع واحد فقط وهو الكاراتيه، غير أنّ هذا الفرع سرعان ما استقطب اهتمامًا كبيرًا من أبناء عين الترك، ما شجع القائمين عليه على التوسع وإضافة فروع جديدة.
وقال بن عمر “منذ الأيام الأولى لمسنا شغفًا كبيرًا لدى الأطفال لممارسة الكاراتيه، وهذا ما شجعنا على التوسع وإضافة فروع جديدة.”
وبعد سنتين فقط، تم فتح فرع الجيدو، لتتوسع قائمة الفروع إلى الكيك بوكسينغ والملاكمة، ما جعل النادي اليوم مركزًا حيويًا لعشاق الفنون القتالية ووجهة مفضلة للأطفال والشباب الباحثين عن فضاءات تربوية منظمة.
السباحة.. رياضة جديدة رغم التحديات
في عام 2023، أدرج النادي فرع السباحة، رغم التحديات المرتبطة بالبنية التحتية واللوجستيك، ليعرف إقبالًا متزايدًا.
وأوضح رئيس النادي “اليوم لدينا نحو 70 منخرطًا في السباحة، والعدد في تزايد مستمر، ونتمنى دعم السلطات المحلية، خاصة بلدية مسرغين، لتوفير النقل والمرافق لأطفال عدل، فهم بحاجة ماسة لمثل هذه الأنشطة.”
مبادرة رائدة لأطفال عدل مسرغين
في ظل انعدام المرافق الرياضية داخل القطب الحضري عدل بمسرغين، الذي يشهد كثافة سكانية كبيرة، برز نادي الشبيبة الرياضية عين الترك كمبادرة ريادية لتنظيم أنشطة رياضية منتظمة خارج أحياء عدل، عبر توفير حافلات نقل مخصصة تقل الأطفال إلى مرافق عين الترك، مثل مسبح ميلود هدفي ببلقايد.
حيث صرح بن عمر “عدد كبير من أطفال عدل مسرغين يعيشون في بيئة تفتقر لأبسط وسائل الترفيه والرياضة، فقررنا أن نكون جزءًا من الحل عبر فتح أبوابنا لهم رغم ضعف الإمكانيات.”
اليوم، يستفيد عشرات الأطفال من هذه المبادرة، في انتظار دعم أكبر من السلطات المحلية لتوفير وسائل نقل إضافية وفضاءات رياضية قريبة تسهّل دمج أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب في المسار الرياضي.
نتائج مشرفة وحضور دائم في المنافسات
رغم الإمكانيات المحدودة، نجح النادي في تحقيق نتائج مشرفة على المستويات الولائية والجهوية والوطنية، حيث توّج أحد رياضييه بلقب بطل الجزائر في البطولة المدرسية لسنة 2024.
ويشارك النادي بانتظام في البطولات المدرسية، وينظم دورات تدريبية وخرجات تحفيزية لترسيخ الرياضة في الحياة اليومية للأطفال.
نحو العالمية بدعم السلطات
يرى القائمون على النادي أنّ الشباب الجزائري يملك من الإمكانات ما يؤهله للوصول إلى العالمية شريطة توفير الدعم اللازم في مجالات العتاد، النقل، وتجهيز القاعات.
وقال بن عمر “لسنا مجرد نادٍ رياضي، بل مدرسة لتكوين أبطال بمستوى أخلاقي وإنساني رفيع.”
اليوم، يؤطر النادي نحو 30 طفلًا في كل فرع، ويطمح لتوسيع نشاطه إلى مزيد من المناطق المحرومة، خاصة في أحياء عدل بمسرغين التي تفتقر كليًا للمرافق الرياضية.
وبعد عشر سنوات من النشاط، نجح النادي في تكوين جيل يتمتع بأخلاق عالية وقدرة على تمثيل منطقته بأحسن صورة، داخل وخارج الميدان، ويبقى الدعم من السلطات المحلية والمجتمع المدني شرطًا أساسيًا لضمان استمرارية هذه التجربة الرائدة وتوسعها.