وهران
المركز الجهوي للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد سيكون جاهزًا في غضون عامين بحي الصباح بوهران

ح. ن
سيكون المركز الجهوي للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد جاهزًا في غضون عامين كأقصى تقدير، وذلك عقب دراسة ومناقشة القرار من طرف المسؤولين المحليين وبمشاركة مختلف الفاعلين. وقد تقرر أن يكون موقع المركز في حي الصباح بالقرب من غرفة الصناعات التقليدية بدلًا من القطب العمراني بحي بلقايد.
وجاء استحداث مركز وطني وملاحق جهوية للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد بقرار من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي شدّد على ضرورة أن تكون هذه الملاحق مدعّمة ببرامج بيداغوجية متخصصة، مع ضمان عدم تأثر الأطفال نفسيًا بالابتعاد عن أوليائهم خلال فترات التكفل بهم في المراكز.
تخصيص الإيواء للأولياء مع أطفالهم
ولهذا الغرض، اقترح المختصون تخصيص أماكن لإيواء الأولياء مع أطفالهم خلال فترات التكفل، مع التركيز على توعية الأولياء نفسيًا واجتماعيًا بكيفية التعامل مع أبنائهم المصابين بالتوحد، حتى تكون نتائج التكفل سواء داخل المركز أو في محيط الأسرة ناجحة وملموسة.
كما سيوفر المركز بيئة آمنة وملائمة للعلاج وإعادة التأهيل، من خلال تخصيص فضاءات واسعة للترفيه والدعم النفسي والبيداغوجي لفائدة الأطفال المصابين بطيف التوحد.
وشرع المختصون في دراسة إمكانية فتح أقسام متخصصة لأطفال طيف التوحد في مختلف الأطوار التعليمية: الابتدائي، المتوسط والثانوي، خاصة مع وجود استعداد نفسي كبير لدى الطفل المصاب بالتوحد لمتابعة الدراسة. وقد أُثبت ذلك خلال الموسم الدراسي المنصرم من خلال نجاح تلميذ مصاب بالتوحد في نيل شهادة التعليم المتوسط بوهران، وهو ما يؤكد أنّه لا مستحيل إذا توفرت البيئة التعليمية الملائمة والدعم المناسب.
إضافة إلى ذلك، سيعمل المركز على دعم وتوجيه الأسر، عبر تزويدها بالمعلومات اللازمة حول كيفية التعامل مع الاضطراب والتكيف معه، وتعزيز دورها في رعاية أطفالها ومرافقتهم تربويًا ونفسيًا.
ويتكامل في إنجاح هذا المشروع كلّ من مديريات: النشاط الاجتماعي، التربية، والصحة. علمًا أنّه يوجد حاليًا بوهران أكثر من 40 قسمًا متخصصًا لأطفال التوحد، غير أنّها تبقى غير كافية لاستيعاب جميع الأطفال، خاصة مع دقّ مديرية الصحة منذ سنوات ناقوس الخطر بشأن ارتفاع عدد المواليد المصابين بالتوحد بمعدل 500 طفل سنويًا، وهو رقم اعتبره الأخصائيون مقلقًا ويستدعي دراسة شاملة للوضع من أجل توفير بيئة مناسبة للعلاج وإعادة الإدماج.