حوالي 300 منتج و ابتكارات جزائرية 100٪ في صلب المعرض الدولي لتجهيزات الأسنان بوهران 

جميلة.م

شهد المعرض الدولي لتجهيزات الأسنان في طبعته الثانية، عرض أكثر من 300 منتج متخصص في مجال طب الأسنان، من بينها تجهيزات مبتكرة صنعت بأياد جزائرية 100٪، ما يعكس تطورا لافتا في الصناعة المحلية لهذا القطاع الحيوي.

الفعالية، التي جمعت تحت سقف واحد مهنيي القطاع من داخل الجزائر وخارجها، تحولت إلى مساحة للتبادل المهني والعلمي، ومناسبة لكشف آخر الابتكارات والتقنيات في ميدان طب الأسنان، سواء من حيث الأدوات أو الأجهزة أو الحلول الرقمية. وكان لافتا هذه السنة الحضور المميز لعدد من المؤسسات الجزائرية التي باتت تراهن على التصنيع المحلي كخيار استراتيجي، يهدف إلى تقليص الاستيراد، وتقوية القدرة التنافسية.

تقويم شفاف جزائري: جودة وسرعة تسليم

من بين الشركات الجزائرية الحاضرة، لفتت انتباهنا مؤسسة متخصصة في إنتاج تقويم الأسنان الشفاف، وهو منتج جزائري 100٪، من حيث الفكرة والتصنيع. وفي حديث مع المكلفة بالتسويق في هذه الشركة، أكدت أن هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية في مجال تقويم الأسنان داخل الجزائر.

قالت المتحدثة: “هذا المنتج يصنع هنا في الجزائر، وهذا ما يمثل نقطة قوة تنافسية، لأننا قادرون على توصيل الطلبات في وقت قصير جدا مقارنة بالمنتجات المستوردة، التي قد تستغرق أسابيع للوصول”. وأضافت أن العديد من أطباء الأسنان بدأوا بالفعل بالتعامل مع هذه الشركة، بفضل الجودة العالية للمنتج وسرعة الخدمة.

المشروع يلقى دعما من قبل مختصين في الميدان، خاصة أن فكرة إنتاج تقويم شفاف محليا، كانت قبل سنوات قليلة فقط تبدو بعيدة المنال. واليوم، يتحقق هذا الإنجاز في قلب الجزائر، ما يشجع على تعزيز الاعتماد على الخبرات المحلية، والاستثمار في البحث والتطوير الطبي.

تصنيع الكراسي الخاصة بطب الأسنان بوهران

شركة جزائرية أخرى شاركت في المعرض، وهي معروفة في السوق باستيراد تجهيزات طب الأسنان، إلا أنها أعلنت عن دخولها مرحلة جديدة من النشاط الصناعي، حيث ستنطلق قريبا في تصنيع الكراسي الخاصة بطب الأسنان على مستوى ولاية وهران. خطوة من شأنها أن تقلص أسعار هذه المعدات بنسبة تصل إلى 30٪، حسب ما أكده ممثلو الشركة.

هذا التوجه الجديد يندرج ضمن رؤية أشمل تسعى من خلالها المؤسسة إلى المساهمة في تطوير قطاع طب الأسنان ليصبح أكثر رقمية، وأقل ارتباطا بالاستيراد الخارجي. كما أشار المسؤولون إلى أن مشاريع رقمية أخرى قيد التطوير، تشمل أنظمة إدارة العيادات الذكية، والتصوير الرقمي للأسنان، ما يجعل هذه الشركة من الفاعلين الأساسيين في التحول التكنولوجي في القطاع الصحي بالجزائر.

التحول نحو التصنيع المحلي والدفع باتجاه الرقمنة لا يمثل فقط تخفيفا من أعباء الاستيراد، بل يفتح أيضا آفاقا واسعة لخلق مناصب عمل وتأهيل الكفاءات المحلية في مجالات دقيقة.

الصحة الفموية لفئة ذوي الاحتياجات: مبادرات إنسانية حاضرة

جانب آخر مهم من المعرض تمثل في مشاركة جمعيات ناشطة في المجال الصحي والاجتماعي، على غرار جمعية “بسمة أمل”، التي حضرت للتعريف بدورها في العناية بصحة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. وأكدت رئيسة الجمعية الدكتورة خوجة، في تصريح لنا أن حضورهم في المعرض ليس فقط من أجل التواصل مع المهنيين، بل أيضا لتوعية أولياء الأمور بأهمية الوقاية والمتابعة الدورية لصحة الأسنان لدى هذه الفئة.

وأضافت: “نحن نعمل على تنظيم حملات دورية لفحص الأسنان، ونسعى من خلال هذا المعرض إلى توسيع شبكة الدعم وتحسين سبل الوصول إلى هذه الفئة”.

 و أشارت مشاركة الجمعية في المعرض تعكس جانبا إنسانيا لا يقل أهمية عن الجانب التقني والتجاري، حيث أن الصحة الفموية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة لا تزال تعاني من نقص في التوعية .