مزاد... كاب ديزاد
حقوق الطفل… الإعلام حارس للبراءة و شريك في الحماية

م ر
في ورشة عمل نظّمت اليوم ، تحت عنوان “دور وسائل الإعلام في حماية حقوق الطفل”، أجمع المشاركون من خبراء وممثلين عن المجتمع المدني ومؤسسات إعلامية على أن الجزائر قطعت أشواطًا هامة في مجال ترقية حقوق الطفل، سواء على مستوى التشريعات أو المبادرات الميدانية، و الإعلام الجزائري في قلب هذه المعركة النبيلة.
و لم يكن الحديث خلال هذه الورشة مجرد إشادة بالجهود الرسمية، بل كان مناسبة لتشريح الواقع، وتقديم توصيات عملية تعزز حماية الطفولة في الجزائر، و أجمع المشاركون من مختلف القطاعات على أن حماية الطفل مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة ولا تنتهي عند حدود القانون.
و ناقش المشاركون كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تتحول من مجرد ناقل للخبر إلى فاعل حقيقي في حماية الطفل، فالتغطية الإعلامية التي تراعي أخلاقيات المهنة وتُسلّط الضوء على الانتهاكات، يمكن أن تساهم في كشف التجاوزات وتحريك الرأي العام، بل وحتى دفع السلطات للتحرك.
كما طرحت أفكار حول إنتاج محتوى تربوي وترفيهي موجه للأطفال، يراعي خصوصياتهم الثقافية والنفسية، ويُعزز قيم المواطنة والاحترام والتسامح.
و من المحاور الأساسية التي نوقشت في الورشة ، ضرورة تطوير الخطاب الإعلامي الموجه للأطفال أو المتعلق بهم، فهو الإعلام المحترف الذي يسلط الضوء على قصص النجاح في مجال حماية الطفل، و يكشف الانتهاكات دون المساس بخصوصية الضحايا، و يساهم في نشر ثقافة حقوق الطفل بين الأسر والمربين.
كما طرحت فكرة إنشاء “ميثاق إعلامي خاص بحقوق الطفل”، يلتزم به الصحفيون والمؤسسات الإعلامية، ويراعي خصوصية الطفولة في التغطيات الصحفية.
و أشاد الحاضرون بالقوانين التي سنتها الجزائر لحماية الطفل، مثل قانون حماية الطفل لسنة 2015، وإنشاء الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، إضافة إلى آليات التبليغ عن الانتهاكات عبر الرقم الأخضر، حيث تظهر هذه الإجراءات التزام الدولة بجعل حقوق الطفل أولوية وطنية.
الورشة خلصت إلى ضرورة بناء شراكة دائمة بين الإعلام والمؤسسات المختصة، من خلال تدريب الصحفيين على التعامل المهني مع قضايا الطفولة، وتوفير المعلومات الدقيقة لهم، وتشجيع التحقيقات الاستقصائية التي تكشف الواقع دون المساس بكرامة الطفل.
الإعلام الجزائري حارس للبراءة ، و هو المرآة التي تعكس الواقع و أداة لتغييره نحو الأفضل ، و هو شريك في حماية الطفل من كل أشكال العنف والاستغلال، فلنحمِ الطفولة، لأنها مستقبل الوطن.