وهران

جمعية العلماء المسلمين بحي بوعمامة بوهران منارة لتربية النشء: 2600 طفل تلقوا أسس التربية الإسلامية وتعلموا مبادئ اللغة العربية

جميلة .م

 
تواصل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بوهران أداء رسالتها التربوية والاجتماعية بكل عزم وصدق، في سبيل بناء جيل ناشئ معتز بهويته، ثابت على مبادئ دينه، ومتشبث بلغته العربية. 
و في هذا السياق يبرز نادي براعم الأمل، الذي أُسس سنة 2006، و هو من أقدم النوادي التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بحي الحاسي بوعمامة وهران، وقد بدأ نشاطه باستقبال مجموعة صغيرة من الأطفال في قسمي التمهيدي والتحضيري، ليتطور اليوم إلى مؤسسة تربوية رائدة يسجل فيها سنويا حوالي 138 طفل، وقد احتضن منذ تأسيسه وحتى اليوم ما يقارب 2600 طفل، تلقوا فيه أسس التربية الإسلامية، وتعلموا مبادئ اللغة العربية، في إطار برنامج بيداغوجي تربوي مدروس وهادف.
 
ففي ظل شعار الجمعية: “الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا”، تسعى الجمعية إلى ترسيخ هذه القيم في عقول وقلوب الأطفال منذ نعومة أظافرهم. و حسب الدكتور برادعي رئيس الجمعية هذا الشعار ليس مجرد كلمات ترفع على اللافتات، بل هو برنامج واقعي تجسد مضامينه في النوادي التربوية التي تحتضن الأطفال وتمنحهم تعليما متكاملا، دينيا ولغويا وأخلاقيا.
 
و اشار أن هذه الرسالة التي بدأت منذ عقود، تترجم اليوم في مشاريع وبرامج تعليمية فعلية، موجهة للأطفال في سنواتهم الأولى، وتنفذ من خلال النوادي التعليمية التابعة لها، وعلى رأسها نادي براعم الأمل بحي الحاسي، التابع لمندوبية بوعمامة.
اذ يتميز النادي بالتزامه الصارم بخطة تعليمية وضعتها نخبة من المختصين في مجال التربية داخل جمعية العلماء المسلمين. فكل نشاط، وكل محتوى، وكل سلوك يلقن للأطفال، يرتكز على أهداف واضحة تسعى لبناء شخصية متكاملة من حيث الدين والأخلاق واللغة.
فالقرآن الكريم والتربية الإسلامية يحتلان مكانة مركزية في برنامج النادي، حيث يشجع الأطفال على حفظ السور القصيرة وفهم معانيها بأسلوب مبسط يتناسب مع أعمارهم، مع إدماج القيم الإسلامية في الأنشطة اليومية كالصلاة، والأمانة، وحب الآخر، واحترام الكبير. كما يركز البرنامج على اللغة العربية، لغة القرآن والهوية، من خلال كتب مدرسية أعدها مشايخ الجمعية خصيصا للأطفال، تدرس بأسلوب جذاب وميسر، إلى جانب مواد أخرى مثل الرياضيات والأنشطة الفكرية واليدوية.
ويشرف على تأطير هؤلاء الأطفال طاقم إداري متكامل، يتكون من مديرة، وعدد من المعلمات والمساعدات، يتم اختيارهن بعناية وفق معايير مهنية دقيقة، مع التركيز على الكفاءة التربوية، وحسن السيرة، والقدرة على التعامل التربوي الراقي مع الأطفال. 
وتولي إدارة النادي أهمية كبرى للتواصل مع أولياء الأمور، باعتبارهم الشركاء الأساسيين في العملية التربوية، من خلال اجتماعات دورية وتقديم تقارير منتظمة حول تقدم الأطفال، وملاحظاتهم النفسية والسلوكية.
 
مرافقة الاطفال في مسارهم الدراسي لتحفيض القران 
 
و يواصل النادي مرافقة الاطفال خلال الالتحاق بالمدارس الابتدائية بعد سن 6 سنوات من خلال المدارس القرآنية بعد مرحلة التمهيدي والتحضيري، حيث يتوزع المتخرجون من نادي براعم الأمل على مدارس الجمعية في المنطقة وخارجها، ما يؤكد الانتشار الواسع لأثر هذا النادي، ونجاحه في غرس حب القرآن والدين في نفوس الأطفال.
حيث تسجل عشرات حفظة القران بهذه المدارس ، وهو ما يعد تجسيدا عمليا لرسالتها الحضارية، التي لطالما دعت إلى بناء المجتمع عبر تربية أجياله على الدين والعلم واللغة. فالأطفال الذين يتخرجون من نادي براعم الأمل لا يحملون فقط معارف أولية، بل يحملون بذور الانتماء والهوية، ويبدؤون رحلتهم في الحياة وقد زرعت فيهم القيم الإسلامية الأصيلة.
وفي هذا السياق تقول مديرة النادي ” حين نربي النشء على الإسلام، نؤسس لمجتمع سليم، قوي، ومتماسك”.  
 
ويرافق النادي الأطفال عبر تحفيظهم القرآن الكريم، وتعليمهم أحكام التلاوة، مما يحصنهم في طفولتهم ويرافقهم حتى في مرحلة المراهقة، خاصة في ظل النقص الكبير للمرافق الترفيهية في منطقة بوعمامة. فوجود مثل هذه الفضاءات التربوية يعتبر عاملا أساسيا في وقاية الأطفال من الانحراف، وتوجيههم نحو مسارات البناء والنجاح.
هذا و يؤكد الواقفون على النادي على جهود شيوخ الجمعية ومشايخها الأجلاء، الذين أعدوا هذه البرامج التعليمية ووفروا الكتب والدروس، وسهروا على حسن تنفيذها، و جعلوا من التربية رسالة، ومن الطفل أمانة، ومن القيم الإسلامية هدفا ساميا .
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق