غابات وهران في مواجهة “السكوليت”: حملة لإزالة الأشجار الميتة وتعويضها بأصناف جديد

ح. نصيرة

تعرّضت ولاية وهران لخسارة مساحات معتبرة من الأشجار جرّاء انتشار حشرة السكوليت، التي تصيب الأشجار الضعيفة مثل الزيتون والصنوبر، وتتسبب في تلف أغصانها وفروعها، ما يؤدي إلى جفافها وموتها.

وحسب المحافظ الولائي للغابات عبد الغني قربوعة، بلغت المساحات المتضررة نحو 45 ألف متر مربع، وهي مساحة تتطلب تدخلاً عاجلًا لإزالتها.

وأكد محافظ الغابات في تصريحه لـ”كاب ديزاد” أن جميع الأشجار المتضررة جراء هذه الحشرة ستُزال بشكل تدريجي، على أن تُعوّض لاحقًا بأصناف مختلفة من الأشجار أكثر مقاومة.

وأوضح أن التجربة السابقة في غرس أشجار الصنوبر الحلبي لن تتكرر بوهران، مشيرًا إلى أن التوجّه الجديد يعتمد على غرس الصنوبر البحري، والأشجار دائمة الخضرة، والبلوط، والبلّوطان، والكاليتوس، والكالسيا، وهي أنواع أكثر صلابة في مواجهة العوامل الطبيعية والآفات.

وقد استهدفت حشرة السكوليت، أو كما تُعرف بـ”النيرون”، مساحات شاسعة من الغطاء الغابي، مسببةً موت عدد كبير من الأشجار، ما شكّل خطرًا على البيئة والطبيعة الخضراء التي تُعد متنفسًا أساسياً للمواطنين.

وكانت “كاب ديزاد” قد تطرقت سابقًا إلى موضوع موت الأشجار وأسبابه، إذ أرجعت شبكة البيئة والمواطنة انتشار هذه الحشرة إلى ظاهرة الجفاف، في ظل غياب الإجراءات الوقائية المنتظمة مثل السقي والتسميد الدوري.

وتوصي الجهات البيئية المختصة بضرورة الإزالة الميكانيكية للأشجار المصابة وحرقها، أو استخدام المبيدات الحشرية في إطار تدخلات ميدانية مبرمجة.

تعليمات والي وهران بإزالة الأشجار الميتة وإشكالية تعويضها

أصدر والي ولاية وهران تعليمات لمحافظة الغابات بالشروع في إزالة الأشجار الميتة والآيلة للسقوط، تجنبًا لأي مخاطر بيئية أو عمرانية.

وقد باشرت المحافظة تنفيذ العمليات على مستوى الطريق الوطني رقم 04 (غابة الكرمة)، والطريق الوطني رقم 11 بين قديل وسيدي البشير، إضافةً إلى طريق جبل مرجاجو إلى غاية الأفق الجميل، حيث تمّت إزالة الأشجار المتضررة تحت إشراف رؤساء أقاليم وهران وقديل، وبمتابعة رؤساء مقاطعات وهران وأرزيو، وفق ما أكدته المحافظة.

وأوضح المحافظ الولائي للغابات أن الأشجار الميتة، رغم تلفها البيئي، تُعد ذات قيمة اقتصادية، إذ تُباع ليُعاد تحويلها إلى مادة الفحم المستعمل في المطاعم وبعض الأنشطة الحرفية.

وأشار إلى أن تعويض هذه الأشجار يطرح صعوبات لوجستية، بسبب غياب مشاتل عمومية بوهران، مضيفًا أن الإدارة تعمل حاليًا على جلب أصناف جديدة من مشاتل ولايات معسكر وسعيدة، إضافةً إلى بدور من حديقة التجارب بالحامة بالعاصمة لتغطية العجز القائم.