وطني

أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل: الثورة الجزائرية حية في وجدان الأمة

جميلة.م

أحيت أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي الذكرى المجيدة لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 بتنظيم مؤتمر دولي موسع بعنوان: “الثورة والمقاومة في المدونة الإبداعية، التعليمية والنقدية العربية”، بإشراف الأستاذة الدكتورة سعاد بسناسي، رئيسة الأكاديمية وعضو المجلس الأعلى للغة العربية ومديرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام بجامعة وهران1 – الجزائر.
و حسب ما افادت به، قد جاء هذا الملتقى ، ليجسد رؤية علمية وثقافية تنفتح على الراهن العربي في تفاعل حي مع رمزية نوفمبر المجيد.
 و صرحت في ذات السياق، أن بين نوفمبر الجزائر وأكتوبر فلسطين، تمتد وشائج وجدانية وإنسانية توحد الوعي العربي في الإيمان بالكرامة والحرية، ومناهضة الظلم والعدوان.
و اجمع المحاضرون ان القيمة الرمزية لثورة نوفمبر، ليس باعتبارها ذكرى تستعاد سنويا، بل كمشروع فكري متجدد يعيد للإنسان العربي ثقته في إمكانية التغيير. كما أعاد الربط بين الذاكرة الجزائرية والواقع الفلسطيني في وحدة وجدانية عميقة تؤكد أن المقاومة، في بعدها الإنساني، قدر الأحرار في كل زمان ومكان.
 
حيث ينعقد الملتقى تزامنا مع الذكرى الواحدة والسبعين لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، في لحظة زمنية ذات دلالة عميقة تربط بين الثورة الجزائرية كرمز للتحرر الوطني، والمقاومة الفلسطينية التي تتجدد اليوم في “طوفان الأقصى”.
 و عرفت فعاليات المؤتمر مشاركة علمية واسعة، حيث تجاوز عدد المتدخلين 70 باحثا وأكاديميا من داخل الجزائر وخارجها، مثلت حضورا عربيا وإسلاميا متنوّعًا من الكويت ومصر وتركيا وتونس والسودان وفلسطين. كما شارك باحثون من 27 جامعة جزائرية، منها وهران، الشلف، الوادي، سطيف، برج بوعريريج، الأغواط، البيض، تيسمسيلت، تمنراست، بسكرة، عنابة، معسكر، خنشلة، مغنية، جيجل، بشار، البويرة، والجلفة، ما أضفى على الملتقى بعدا وطنيا شاملا يعكس حيوية المشهد الأكاديمي الجزائري وتنوعه.
 وقد تناولت الأوراق المقدمة قراءات نقدية وإبداعية وتربوية متقاطعة حول حضور الثورة والمقاومة في النص العربي، بوصفها مكوّنا هوياتيا وجماليا يعبر عن وجدان الأمة في لحظات التحدي.
وركزت المداخلات على أن المقاومة ليست حكرا على الفعل العسكري، بل هي أيضا وعي ثقافي ولغوي وتربوي يسهم في تشكيل إنسان مقاوم بالفكر والمعرفة. فالكلمة،
مؤكدين أن الثورة الجزائرية لا تزال حية في وجدان الأمة، وأنها تمتد في الفكر العربي لتلهم أجيالا جديدة من المقاومين بالكلمة والعلم والفن، وتربط بين ماضي التحرر وحاضر الكرامة في وحدة إنسانية عنوانها: الحرية لا تموت.
و دعا المشاركون إلى إعادة بناء مفهوم المقاومة في الوجدان العربي، باعتبارها مشروعا حضاريا مفتوحا يتجاوز الحدود الضيقة للسياسة إلى فضاءات الأدب والفن والتعليم والإعلام حيث اكد المشاركون، انها سلاح فعال في مواجهة الاستعمار الثقافي ومحاولات طمس الذاكرة الجماعية للأمة.
 
كما أجمعت النقاشات على ضرورة إعادة ضبط المفاهيم في الخطاب العالمي حول “المقاومة” و”الإرهاب”، رفضا للخلط المتعمد الذي يسعى إلى تجريم حركات التحرر وتبرئة العدوان المنظم. ودعا المشاركون إلى توسيع مفهوم المقاومة ليشمل أبعادها الفكرية والجمالية والتربوية، معتبرين أن النص الأدبي والفعل النقدي والعمل التربوي، جميعها أشكال راقية من أشكال المقاومة الإنسانية.
و شدد المشاركون على ضرورة أن تكون مخرجات المؤتمر منطلقا لمشاريع بحثية جديدة، منها إصدار كتاب جماعي محكم يضم أبرز المداخلات، وتنظيم طبعة ثانية للملتقى تخصص لموضوع “المقاومة في الخطاب الرقمي والإعلام الجديد”. كما أوصى المشاركون بأن تحمل الطبعة المقبلة شعارا جامعا يلخص روح اللقاء: “من الجزائر إلى فلسطين… مقاومة متجددة في وجه النسيان.”
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق